بقلم صديق و زميل المرحوم حميدة الحيدري الإعلامي و الصحفي محمد بن جبارة
المرحوم حميدة الحيدري
غيّب الموت زوال الأحد أحد زملائنا الطيبين في جريدة البيان لأكثر من ثلاثة عقود المغفور له بإذن الله حميدة الحيدري كان خلالها مثال الرجل المعطاء الذي لا يكل ولا يمل… رجل قامت على سواعده هو وبعض الزملاء الآخرين جريدة البيان الورقية وكان طيلة عهده بها حتى أغلقت أبوابها يسقيها من عرقه ويعطيها من جهده كمحرر أو كمصحح للأخطاء دون أن نسمع له شكوى أو نلاحظ منه تبرّما رغم المشاق التي يكابدها ونكابدها معه في بلاط صاحبة الجلالة. رحل حميدة الحيدري وذهب في حال سبيله فجأة ودون سابق تمهيد تماما كما حدث مع رئيس تحريرها المرحوم الحسين إدريس وزميلنا القدير عبد الستار الماجري وعبد الفتاح قمارة ومحمد بومنيجل وغيرهم من أعمدة البيان الذين تواروا عن الأنظار فجأة فتركوا لدينا جروحا غائرا وألما يعتصر الفؤاد فقد كانوا نعم الزملاء ونعم الأصدقاء. حميدة الذي برحيله تسقط ورقة أخرى من شجرة أسرة البيان التي رغم غلقها وصيرورتها من الماضي فإن أبناءها باقون على العهد وكأنهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا ولا يرجّه إلا سقوط بعض صخوره بين الفينة والأخرى وها أن حميدة آثر بدوره الانسحاب والالتحاق بمن سبقوه من الزملاء وهو لا يعلم أو ربما يعلم بحجم الألم الذي تركه في نفوسنا. حميدة رجل التربية والتعليم حيث غرس في الناشئة العلم والأدب كانت له صولات وجولات في البيان طيلة ثلاثة عقود حيث عمل في مختلف أركانها من الشؤون الوطنية إلى التحقيقات إلى الفن والثقافة إلى العلم والمعرفة إلى الرياضة إلى التصليح والتصحيح وكان في كل موقع يعطي بلا حساب ولا بلا كلل أو ملل فقد كانت البيان جزءا منه مثلما كان هو جزء منها… كما كان يعرف فقيدنا الغالي بمساندته وتشجيعه لكل من يلتحق بالبيان من الشبب والشباب كما غيره من أبناء الصحيفة وكان الجميع يحفظون له ذلك ويزيدهم احتراما للرجل. مات حميدة والتحق بخالقه وانسحب من عالمنا لكننا لن نسحبه من حياتنا فقد كان الرجل علامة جديرة بالديمومة ما دامت الأنفاس في أفئدتنا والحياة تدب في شراييننا وسنبقى على العهد نحفظ الودّ ونستذكر فضائله وندعو له بالرحمة والمغفرة هو ومن سبقوه من الزملاء الأفاضل والزميلات الفضليات. رحم الله زميلنا وصديقنا حميدة الحيدري الرجل الطيب الخلوق وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.