=
بقلم الإعلامي الحبيب العربي

هذا الصباح حين مروري بأحد مطاعم الكسكروت في الصباح والملاوي في العشية، رأيت أحد الأصدقاء مشتبكا في حديث شبه ساخن مع صاحب ذلك المطعم..
توقفت عنده وسألت الخبر، فقال :
هذا الرجل صاحب المحل، رأيته قبل يومين يرفع ساقيه لحوض اليدين بمطعمه ويغسلهما على مرأى من الجميع..
واليوم أردت أن اكلمه في الأمر لأقول له ليس من المعقول ابدا ان تغسل قدميك في اللاّفابو، le lavobo فإذا به قد زمجر وصاح في وجهي قائلا :
– انا لم اغسل ساقي هناك لكنني فقط توضأت لأن موعد الصلا قد حان.. وانت لا تفهم هذا ولا تدرك شيئا منه لأنك لا تصلّي..
حاولت إقناعه أن ما أتاه يتعارض مع قواعد حفظ الصحة فها هو يكاد يسمعني ما أكره مطالبا إياي بعدم التدخل في ما لا يعنيني..
سمعت صديقي..
تعجّبت..
ثم سحبته من يده ورحنا للمقهى المجاور وهناك قلت له :
– هو الله رب العالمين قال للرسول صلّعم : آنك لا تهدي من احببت..
وفي حديث لرسول الله صلعم، قال :
‘من راى منكم مُنكِرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبيده، وذلك أضعف الإيمان..
بمعنى انك فعلت ما استطعت.. وهذا أضعف الإيمان..
اما عن صاحب هذا المطعم، فبإمكانك إعلام عنه مصلحة حفظ الصحة في الصحة العمومية او في البلدية ومسؤولو هاتين المصلحتين سيتخذون بشأنه العقوبة التي يرونها ملائمة لخطئه المرتكَب..
قال : وأين هما هاتان المصلحتان ؟..
قلت : موجودان في مدينة بنزرت وإن شئت أمدك برقميهما.. فهما يعملان ويشتغلان.. وعلى العديد من المخالفات يقفان، لكنهما في معظم الأحيان بالتوجيه والإنذار في أقصى الحالات يكتفيان..
وحين نشير عليهما بالتقصير في قيامهما بالواجب، يقولان أن عدد أعوانهما قليل مفارنة بحجم ما يُستوجَب من نشاط على الميدان..
لذلك هم المخالفون في مختلف المجالات ذات العلاقة بالتغذية العامة متزايدون وقد زاد في تشجيعهم على ما يفعلون غياب الردع والعقوبات الموجعة حقا..