بالمرصاد نيوز – مجتمع
متابعة محمد جمال الشرفي
منذ الثورة التونسية عام 2011، دخلت البلاد مرحلة انتقالية طويلة اتسمت بغياب رؤية استراتيجية واضحة للتنمية. وقد أدى هذا الفراغ التخطيطي أحيانًا إلى انجراف النقاش العام والسياسات الرسمية نحو مشاريع تُعتبر شعبوية أو وهمية، تُطرح دون دراسات معمقة أو جدوى اقتصادية وبيئية حقيقية.
مشروع الطريق السياحي الساحلي بصفاقس
أثار مشروع إنشاء طريق سياحي يربط الملاح وتبرورة بطريق سيدي منصور جدلًا حادًا.
بدلًا من أن يفتح هذا المشروع المدينة على البحر، فإنه يُعيق الرؤية ويعزل صفاقس عن واجهتها البحرية.
تكمن المشكلة الأساسية في أن صفاقس ليست مدينة سياحية بالأساس، بل مدينة صناعية وتجارية، ولا يرى سكانها حاجة لمثل هذا المشروع.
ممر مائي بين سواحل الجريد وقابس
يُعد فتح البحر على ساحل الجريد لإنشاء قناة عميقة للتجارة مع الجزائر والاتصال بالبحر الأبيض المتوسط من أكثر المشاريع إثارة للجدل.
إن نقص الدراسات البيئية يجعل المشروع خطيرًا، إذ إن تسرب مياه البحر إلى منطقة الجريد سيُغير مناخها جذريًا.
تشتهر المنطقة بواحات النخيل وإنتاجها لتمور دقلة النور، ذات القيمة العالية للتصدير. أي تغير مناخي قد يُهدد هذا المورد الاستراتيجي ويؤدي إلى كوارث بيئية واقتصادية.
مشاريع تحلية المياه في الجنوب
من المهدية إلى جربة، مرورًا بصفاقس وقابس، طُرحت مشاريع تحلية مياه البحر.
على الرغم من أهميتها الظاهرة، تُشير الدراسات العالمية إلى أن محطات التحلية تُنتج ملوحة عالية ونفايات كيميائية تؤثر سلبًا على البيئة البحرية. ومن المفارقات أن تونس تمتلك احتياطيًا هائلًا من المياه الجوفية العميقة في الصحراء الكبرى، يكفي لقرون، لكنه لا يزال غير مستغل لأسباب غامضة، ربما تتعلق باتفاقيات قديمة أو قيود سياسية واقتصادية غير مُعلنة.
قراءة تحليلية
غياب الرؤية الوطنية: تعكس المشاريع المقترحة بعد عام ٢٠١١ غياب استراتيجية تنمية متكاملة، مُفضّلةً المبادرات التباهيية على الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية.
المخاطر البيئية: تتجاهل معظم هذه المشاريع البعد البيئي، مع أن تونس من أكثر الدول تأثرًا بتغير المناخ.
البدائل الممكنة:
الاستغلال الرشيد والمستدام للمياه الجوفية العميقة.
تطوير الزراعة والصناعات التحويلية المرتبطة بالتمور وزيت الزيتون.
الاستثمار في الطاقات المتجددة (الشمسية والرياح) بما يتناسب مع خصوصيات الجنوب.
الخلاصة
بالمرصاد نيوز أضواء على أهم الأنباء






