الرئيسية / جهات و حوادث مرور / رسالة مفتوحة من أهالي قابس إلى من أحب شعبه و وطنه الرئيس قيس سعيد : قابس تختنق نناشدكم سيدي الرئيس إنقاذنا و إصدار قراراتكم لإيقاف الكارثة البيئية التي يعيشها متساكنو قابس

رسالة مفتوحة من أهالي قابس إلى من أحب شعبه و وطنه الرئيس قيس سعيد : قابس تختنق نناشدكم سيدي الرئيس إنقاذنا و إصدار قراراتكم لإيقاف الكارثة البيئية التي يعيشها متساكنو قابس


بالمرصاد نيوز – غنوش من ولاية قابس

بقلم صحفية الموقع شيماء اسماعيلي

في جنوب تونس، وتحديدًا في ولاية قابس، تشهد منطقة غنوش كارثة بيئية وإنسانية متفاقمة منذ أكثر من عقدين، بسبب التلوّث الصناعي الناتج عن أنشطة المجمع الكيميائي التونسي. هذه الكارثة، التي طغى صمت الجهات الرسمية عن تداعياتها، باتت تهدد حياة آلاف المواطنين، خاصة في ظل مؤشرات صحية وبيئية خطيرة تدق ناقوس الخطر.

 

غازات خانقة وحالات اختناق بين التلاميذ

خلال الأسابيع القليلة الماضية، تم تسجيل حالات اختناق في صفوف التلاميذ بعد تسرب الغازات السامة المنبعثة من وحدات الإنتاج بالمجمع الكيميائي. مدارس عديدة في غنوش أُجبرت على إخلاء الأقسام، وسط ذهول الأولياء وخوفهم على صحة أبنائهم.

ويؤكد عدد من الأهالي أن هذه الحالات ليست معزولة، بل تتكرّر كلما اشتدت انبعاثات الغازات في ساعات محددة من اليوم، خاصة عندما يكون اتجاه الرياح نحو الأحياء السكنية.

شاطئ السلام… من متنفس بيئي إلى مصب نفايات

لم يسلم شاطئ السلام، الذي كان وجهة مفضّلة للعائلات القابسية، من التلوّث المتفشي. فقد تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مصب مفتوح لنفايات المصانع الكيميائية، بما في ذلك مخلفات الفوسفوجيبس، ما أدى إلى تدهور خطير في النظام البيئي البحري، وتراجع كبير في الثروة السمكية، واختفاء شبه تام لأي نشاط سياحي أو ترفيهي.

الهواء الملوث يهدد الجميع

يشتكي سكان غنوش من انعدام جودة الهواء، حيث أصبحت الروائح الكيميائية الكريهة جزءًا من يومياتهم. يقول أحد المواطنين:
لم نعد نفتح نوافذ منازلنا… حتى التنفس أصبح فعلًا مؤلمًا.”

هذا التلوّث الجوي ينعكس مباشرة على الحالة الصحية للسكان، حيث تسجَّل حالات متزايدة من الأمراض التنفسية المزمنة مثل ضيق التنفس (asthme)، الحساسية، وحتى السرطانات، في غياب دراسات رسمية دقيقة، أو مراكز صحية متخصصة لمتابعة هذه الأمراض.

من المسؤول؟

رغم التحركات المتفرقة لجمعيات المجتمع المدني وبعض الأصوات في وسائل الإعلام، لم نشهد إلى حد الساعة تحركًا فعليًا من السلطات الجهوية أو الوطنية للحد من هذه الكارثة أو حتى للتخفيف من آثارها.

ويطرح مراقبون تساؤلات جديّة حول غياب استراتيجية وطنية واضحة لحماية قابس، في وقت يتم فيه الحديث عن التنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية.

هل من أفق للحل؟

يطالب سكان قابس، وعلى رأسهم أهالي غنوش، بضرورة:

  • فتح تحقيق وطني مستقل حول تأثير أنشطة المجمع الكيميائي على الصحة العامة والبيئة.

  • تنفيذ خطة فورية لإعادة تأهيل المناطق المتضررة بيئيًا.

  • نقل بعض الوحدات الصناعية الخطيرة إلى مناطق غير آهلة بالسكان.

  • إطلاق حملات صحية للكشف المبكر عن الأمراض المرتبطة بالتلوّث، وتوفير العلاج مجانًا للمتضررين.

في مدينة قابس اليوم، الهواء ملوّث، البحر ملوّث، والتربة ملوّثة، والسكوت الرسمي لم يعد مقبولًا. إنها صرخة من الجنوب، من مدينة تعاني بصمت، تبحث فقط عن الحق في الحياة والكرامة، وعن سياسات تحمي أبناءها لا تسممهم.

فهل تتحرك الدولة؟
وهل يجد هذا الملف طريقه إلى طاولة رئيس الجمهورية قيس سعيّد، المعروف بدفاعه عن القضايا العادلة ومناصرته لحقوق المواطن؟

قابس لا تطلب صدقة… بل تطلب عدلًا بيئيًا وصحيًا تأخر كثيرًا.

 

عن Baha

شاهد أيضاً

صفاقس : “فندق الحدادين: معلمٌ تاريخي يُجسّد ذاكرة صفاقس العتيقة”

بالنرصاد نيوز – صفاقس   بقلم محمد جمال البشرفي فندق الحدادين بسوق بوشويشة في المدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *