الرئيسية / مجتمع / على الدول العربية الغنية بثرواتها الطبيعية الهائلة حسن استغلالها و توظيفها.

على الدول العربية الغنية بثرواتها الطبيعية الهائلة حسن استغلالها و توظيفها.

مكتب صفاقس

 

بقلم الأستاذ جمال الشرفي

 

يمتلك العرب ثروات طبيعية هائلة تضعهم في الطليعة الاقتصادية للعالم، إذ يمتلكون موارد طبيعية متنوعة من نفط وغاز ومعادن ومياه. لكن يبقى السؤال الأكبر: لماذا يفشل العرب في الاستفادة القصوى من هذه الموارد؟ يقال إن العرب يجيدون استخراج الجن، وهي كناية تعكس تفوقهم في الحفاظ على طقوس وعادات وتقاليد قديمة تعود إلى آلاف السنين، لكن هذا بدوره يترك سؤالا عميقا حول استخدام العقل والمنطق العلمي في العلاج. من الجن. بالموارد الحديثة مثل النفط والغاز. وبينما تستثمر الدول الغربية البعيدة في هذه الثروات، نجد أن دولنا تطلب المساعدة منها، بدلا من بناء قدراتها الذاتية والاستثمار في العقول المبدعة داخليا. فالمشكلة ليست في الموارد، بل في القدرة على توجيه العقول نحو الاستخدام الصحيح لهذه الموارد. في كثير من الأحيان نقع في فخ التقليد والاعتماد دون أن نسعى إلى تطوير النظم العلمية والتقنية القائمة على المعرفة والابتكار. وما تحتاجه الأمة اليوم هو تحويل الروح العربية إلى روح مبتكرة تفكر خارج الصندوق وتعمل بجدية لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والفني. وفي هذا السياق، يطرح السؤال: لماذا نعرف كيف نصنع أشياء مثل الأسلحة والبنية التحتية وحتى التخطيط لمشاريع كبيرة، لكن هل نحن غير قادرين على بناء نظام حقيقي يسمح لنا بخلق أنفسنا كأفراد قادرين على الإبداع والإنتاج؟ ؟ إن بناء الفرد يبدأ بالتعليم والثقافة والاستثمار في العقول الشابة، وهو ما تفتقده كثير من الدول العربية التي تركز على الأطر المادية وتهمش الفكر والإبداع. عندما تتحدث عن احترام الطقوس، فأنت تقصد احترام العادات والتقاليد بشكل قد يكون مبالغا فيه أحيانا على حساب التفكير النقدي والمنطقي. نحن نحترم الطقوس بطريقة تجعلنا نغوص في الماضي، بينما نحتقر العقول التي تتوق إلى التغيير وتبحث عن طرق جديدة للابتكار. إن الاستمرار في هذا النهج سيبقينا في دائرة من التبعية والتقليد، دون القدرة على قيادة التغيير بأنفسنا. والسؤال الأهم الذي يجب طرحه: أين الروح في مجتمعاتنا؟ هل نعطي مساحة كافية للعقول المفكرة والمبدعين والعلماء والتقنيين للابتكار وقيادة التغيير؟ أم أننا مازلنا متمسكين بالتقاليد ونخشى الانحراف عن القاعدة؟ الروح العربية موجودة، لكنها تحتاج إلى المزيد من الحرية والابتكار لتتمكن من القيادة. نحن بحاجة إلى ثورة فكرية تعيد للعقل مكانته الحقيقية في مجتمعنا وتجعله محرك التنمية واستثمار الموارد. في نهاية المطاف، مستقبل العرب لا يتعلق باستخراج الجن أو الاعتماد على الغرب لاستخراج النفط، بل يتعلق بالاستثمار في العقول وتحويل تلك العقول إلى محرك حاسم للتقدم الاقتصادي والعلمي.

عن Baha

شاهد أيضاً

“عبادة الأوثان والقطيع”.

        مكتب صفاقس   بقلم الأستاذ جمال الشرفي في السياسة هي استعارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *