ليلة من العمر عاشها جمهور مهرجان بوقرنين أول أمس الإثنين 11 أوت 2025، حيث أضاء “أمير الطرب” صابر الرباعي ركح مسرح بوقرنين في حفل فني ساهر بعد غياب لسنوات جمهور مهرجان بوقرنين تميّز بالتنظيم المحكم، والحضور الجماهيري اللافت، والأداء الفني الجميل.
منذ اللحظات الأولى لانطلاق السهرة، بدا واضحًا أن الحفل يسير نحو النجاح بكل المقاييس. الآلاف توافدوا على المسرح قبل ساعات من انطلاق العرض، بكثافة و شغف كبير ملأوا المدارج عن آخرها، و بفضل الجهود التنظيمية التي تستحق كل التقدير، مرّت السهرة بسلاسة تامة على جميع المستويات، سواء من حيث الدخول، أو الجلوس، أو تأمين الفضاء، وهو ما أثار إعجاب الحاضرين.
كعادته، جمهور “الهمهاما” أظهر رقيّه وتفاعله الراقي، إذ ظل يتابع العرض بكل حب واندماج، مرددًا الأغاني، مصفقًا، متمايلًا، ومتفاعلًا بإحساس عالٍ مع كل نغمة صدحت بها حنجرة صابر الرباعي.
صابر… طربٌ ووفاءٌ لزمن الفن الجميل
الرباعي، الذي طالما عوّد جمهوره على الأداء الحي القوي والذكي، قدّم مزيجًا فنيًا فريدًا من نوعه، مزج فيه بين أشهر أغانيه الخاصة مثل “ماذا لو”، “أنا شايخ”، و”مزيانة هي هي”، وبين روائع الزمن الذهبي، منها ” سيدي منصور” و”صليحة”، في لمسة وفاء لفناني الماضي الذين أسّسوا للأغنية التونسية والعربية الأصيلة.
إحساسه العالي، تواصله الذكي مع الجمهور، اختياراته الدقيقة، وصوته الذي ما يزال بنفس القوة والدفء، كلها عوامل جعلت من هذه السهرة لحظة فنية متوهجة، عاش فيها الحاضرون حالة طرب جماعي امتدت حتى آخر دقيقة من العرض.
علاقة متجددة بين صابر والجمهور
ما يميز حفلات صابر الرباعي ليس فقط صوته أو أغانيه، بل تلك العلاقة الخاصة التي ينسجها مع الجمهور في كل مرة يصعد فيها على الركح. وبين ضحكاته، وتفاعله، وحواره العفوي مع الحاضرين، نشأت حالة من الألفة والطاقة الإيجابية، حولت مدارج بوقرنين إلى ساحة فرح جماعي.
في نهاية السهرة، غادر الجمهور المسرح بسعادة ظاهرة ورضى عميق، تحدوه نشوة فنية خالصة، متبادلًا الإشادة والتنويه بما عاشه من لحظات استثنائية.
كلمة شكر
تحية كبيرة لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، من منظّمين، وفنيين، وأمنيين، وعاملين الذين أثبتوا مرة أخرى أن مهرجان بوقرنين ليس مجرد حدث فني، بل هو تجربة ثقافية متكاملة تعكس رقيّ الذوق العام في تونس، وقيمة الفن عندما يلتقي بالشغف والتنظيم والإبداع.نقولها بكل حياد بعيدا عن كل المجاملات و خلفيات أخرى.