ولاية صفاقس : لماذا كل هذا الإهمال لعاصمة الجنوب صفاقس ؟

ومنذ استقلال تونس عام 1956، ارتبط مصير مدينة صفاقس بالاتحاد العام التونسي للشغل المعروف

”بـاتحاد حشاد”. ولطالما أثار هذا الارتباط العميق بين المدينة والتنظيم النقابي حفيظة السياسيين، من الرئيس الحبيب بورقيبة إلى الحكومات المتعاقبة التي حكمت البلاد منذ ذلك الحين. وما يخشى هو النفوذ القوي للاتحاد في المدينة، مما قد يهدد استقرار السلطة السياسية. لكن لماذا تم تهميش صفاقس على مدى عقود؟ لماذا كل هذا العدوان على المدينة؟

1. إهمال البنية التحتية:

وتعاني صفاقس منذ عقود من نقص كبير في مشاريع البنية التحتية  ، حيث تبقى الطرق والمجاري والمرافق العامة في حالة يرثى لها مقارنة بمناطق أخرى من البلاد. ورغم أنها ثاني أكبر مدينة تونسية ومركز صناعي واقتصادي مهم، إلا أن تطورها يبدو مهملا بشكل واضح. ويعتبر الكثيرون هذا الإهمال محاولة لإضعاف المدينة والحد من نفوذها الاقتصادي والسياسي على المستوى الوطني.

2 . الإهمال الاقتصادي والصناعي والزراعي:

وتشهد صفاقس، التي كانت تاريخيا مركزا صناعيا وتجاريا وفلاحيا هاما، تراجعا متواصلا في هذه القطاعات. وأدى غياب الاستثمار الحكومي الجاد، مما ترك المدينة أمام تحديات اقتصادية دون دعم ملموس، إلى فقدان الكثير من حيويتها الاقتصادية. من جهة أخرى، تتجه الاستثمارات الحكومية نحو مجالات أخرى، مما يزيد من الشعور بالتهميش والتمييز لدى ساكنة صفاقس.

3 . الاتحاد ليس الطبوبي والطبوبي ليس الاتحاد:

ومن المهم التفريق بين شخصية الأمين العام للنقابة نور الدين الطبوبي وشخصية التنظيم العمالي ككل. إن الاتحاد أكبر من شخص واحد وأقوى من أن يقتصر على قيادة واحدة. وهذا ما يدركه سكان صفاقس الذين يعتقدون أن النقابة جزء من نسيجهم الاجتماعي والاقتصادي وأن صورتها لا يمكن تشويهها بالهجوم على قياداتها فقط.

4 . لماذا كل هذا العدوان على صفاقس؟

ربما تكمن الإجابة في طبيعة مدينة صفاقس ذاتها. ويُنظر إلى المدينة على أنها رمز للاستقلال والنضال، وهو أمر يخشاه السياسيون. إن تهميش صفاقس قد يكون نتيجة لسياسة ممنهجة تهدف إلى تحييدها عن المشهد السياسي الوطني وتقليص نفوذها. كما أن وجود الاتحاد العام التونسي للشغل في المدينة يشكل مصدر قلق لأي حكومة ترغب في فرض سيطرتها دون أن تواجه مقاومة قوية.

إلى متى ستستمر هذه المعانات و الأزمات التي يعيشها أهالي و متساكني صفاقس.