

بالنرصاد نيوز – صفاقس

بقلم محمد جمال البشرفي
فندق الحدادين بسوق بوشويشة في المدينة العتيقة بصفاقس هو أحد المعالم التاريخية التي تختزل قرونًا من التحولات الاقتصادية والثقافية في المدينة. إليك عرضًا مفصلًا لتاريخه والمراحل التي مر بها:
التاريخ القديم لفندق الحدادين
يعود تأسيس فندق الحدادين إلى العصر الوسيط، تحديدًا في القرن التاسع ميلادي، أي مع نشأة المدينة العتيقة وأسوارها وجامعها الكبير.
بني في فترة الدولة الحفصية، وكان جزءًا من حي القوافل الذي كان يستقبل المسافرين والتجار القادمين من مختلف الجهات.الوظيفة الأصلية للفندق عبر التاريخ
في البداية، استُخدم كـ خان للقوافل، أي مكان لإيواء التجار ودوابهم وسلعهم، وكان يمثل نقطة عبور مهمة في شبكة التجارة التقليدية.
استمر في أداء هذا الدور الحيوي حتى بداية القرن العشرين، حين بدأت تجارة القوافل تتراجع بسبب تطور وسائل النقل والتجارة البحرية.

مراحل التحول التي مر بها الموقع
1. القرن 9م: تأسيسه كخان للقوافل في قلب المدينة العتيقة.
2. القرن 18م: أول عملية ترميم كبيرة للمبنى.
3. القرن 20م: تحول تدريجي إلى ورشات للحدادة بعد تراجع تجارة القوافل، ومن هنا جاء اسمه “فندق الحدادين”.
4. ثمانينات القرن الماضي: خضع لعمليات ترميم إضافية للحفاظ على بنيته المعمارية.
5. 2007–2008: ترميم شامل من قبل بلدية صفاقس بالتعاون مع وزارة السياحة والمعهد الوطني للتراث والجمعية الدولية للمدن الفرنكوفونية.
6. 2012: تم وضع العقار على ذمة وزارة الثقافة بموجب اتفاقية بين البلدية والمندوبية الجهوية للثقافة.
7. 2013: افتتاحه رسميًا كـ فضاء ثقافي وفني يضم أنشطة في التصوير والرسم والموسيقى، ويُستخدم اليوم كمركز لتجميع ذاكرة صفاقس الفنية.
هذا التحول من خان للقوافل إلى ورشة حدادة ثم إلى فضاء ثقافي يعكس قدرة المدينة العتيقة على التكيف مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية، ويجعل من فندق الحدادين شاهدًا حيًا على تاريخ صفاقس المتنوع.