الرئيسية / جهات و حوادث مرور / من هم اليهود السامريون ؟

من هم اليهود السامريون ؟

بالمرصاد نيوز – صفاقس

 

بقلم محمد جمال الشرفي

اليهود السامريون هم طائفة دينية صغيرة تنحدر من بني إسرائيل، وتعتبر نفسها الوريثة الشرعية للتقاليد الموسوية، لكنها تختلف جذريًا عن اليهودية الربانية في العقيدة والممارسة.

إليك نظرة تفصيلية على هويتهم وعلاقتهم بالطوائف اليهودية الأخرى:

من هم اليهود السامريون؟

السامريون هم جماعة دينية عرقية تعيش اليوم في فلسطين (جبل جرزيم قرب نابلس) وإسرائيل (حولون)، ويبلغ عددهم أقل من 900 شخص.

 

يعتقدون أنهم أحفاد الأسباط الشمالية الذين لم يُرحّلوا خلال الغزو الآشوري لمملكة إسرائيل في القرن الثامن قبل الميلاد.

ديانتهم تُعرف بـ”السامرية”، وهي قريبة من اليهودية لكنها تختلف عنها في عدة نقاط جوهرية.

العقيدة والممارسات الدينية

لا يؤمنون إلا بموسى وهارون ويوشع بن نون من بين أنبياء بني إسرائيل، ويرفضون باقي الأنبياء الذين تؤمن بهم اليهودية الربانية.

يقدسون فقط التوراة السامرية (الأسفار الخمسة)، ويضيفون إليها سفر يوشع بن نون، بينما يرفضون باقي كتب العهد القديم والتلمود.

النسخة السامرية من التوراة تختلف عن العبرية في نحو 6000 موضع، أبرزها اعتبار جبل جرزيم (وليس القدس) المكان المقدس الذي اختاره الله.

يحتفلون بأعياد مشابهة لليهود مثل الفصح، لكن بطقوس مختلفة، ويذبحون القربان على جبل جرزيم.

علاقتهم بالطوائف اليهودية الأخرى

العلاقة تاريخيًا متوترة: اليهود الربانيون يعتبرون السامريين طائفة خارجة عن اليهودية، بل كفّروهم في بعض الفترات.

السامريون يرفضون سلطة الحاخامات ولا يعترفون بالتلمود أو التقاليد الشفوية التي تشكل أساس اليهودية الربانية.

في العصر الحديث، هناك بعض التقارب الثقافي، خاصة في إسرائيل، لكنهم لا يُعتبرون يهودًا رسميًا من قبل الحاخامية الكبرى.

 

ملاحظات ثقافية وتاريخية

السامريون يتمسكون بلغتهم الخاصة (العبرية السامرية) ويكتبون بخط عبري قديم.

لديهم كاهن أعظم يرأس الطائفة، ويُعتبر المرجع الديني الأعلى.

رغم صغر عددهم، يحافظون على تقاليدهم بدقة، ويُعدّون من أقدم الجماعات الدينية المستمرة في العالم.

العلاقة بين اليهود السامريين والمسلمين اتسمت تاريخيًا بالتعايش السلمي، خاصة بعد الفتح الإسلامي، رغم أن السامريين يشكلون طائفة دينية صغيرة ومتميزة عن اليهودية التقليدية.

التعايش بعد الفتح الإسلامي

بعد الفتح الإسلامي لفلسطين في القرن السابع الميلادي، عاش السامريون تحت الحكم الإسلامي كأهل ذمة، مثلهم مثل اليهود والمسيحيين. تمتعوا بحقوق دينية محددة مقابل دفع الجزية، وكانوا يُسمح لهم بممارسة شعائرهم الخاصة.

لم يُسجل اضطهاد ممنهج ضدهم من قبل المسلمين، بل كانت العلاقة في معظم الفترات مستقرة، خاصة في ظل الحكم العباسي والفاطمي.

 

نقاط الالتقاء والاختلاف الديني

السامريون يؤمنون بالتوراة السامرية فقط، ويعتبرون جبل جرزيم في نابلس هو المكان المقدس، وليس القدس كما في اليهودية التقليدية.

رغم اختلافاتهم العقائدية، فإنهم يشتركون مع المسلمين في بعض القيم مثل التوحيد، والطقوس الطهارة، والاهتمام بالأحكام الشرعية، مما ساهم في تقارب نسبي.

الوضع المعاصر

يعيش السامريون اليوم في مجموعتين صغيرتين: واحدة في نابلس (جبل جرزيم)، والأخرى في حولون قرب تل أبيب.

في نابلس، يتعاملون يوميًا مع المسلمين، وتوجد علاقات اجتماعية وتجارية، ويُنظر إليهم باحترام كطائفة قديمة حافظت على خصوصيتها.

ملاحظات ثقافية وتاريخية

السامريون يعتبرون أنفسهم “بني إسرائيل الحقيقيين”، ويعتقدون أن اليهودية انحرفت بعد السبي البابلي.

العلاقة بين اليهود والسامريين كانت متوترة تاريخيًا، لكن المسلمين لم يتدخلوا في هذا الصراع، بل حافظوا على حياد نسبي.

عن Baha

شاهد أيضاً

حديثنا قياس.. موش وجعه في الرّاس.. .. بِيسان وبَيلسان بنتان توأمتان.. في سماء الإمارات تتألقان.. وراية تونس ترفعان..

التوأمتان الفائزتان بالجائزة الأولى بي تحدي         القراءة العربي  بالإمارات بالمرصاد نيوز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *