أخبار عاجلة
الرئيسية / الرياضة / المنتخب التونسي يودع منذ الدور الأول كأس العرب وسط انتقادات واسعة”.

المنتخب التونسي يودع منذ الدور الأول كأس العرب وسط انتقادات واسعة”.

بالمرصاد نيوز – تونس

 

بقلم الصحفي بدرالدين الجبنياني

مرت تونس بمحنة رياضية جديدة في دورة كأس العرب الدوحة 2025، بعد أن خرج المنتخب الوطني من البطولة مبكرًا منذ الدور الاول، في مشهد هزّ أركان كرة القدم التونسية وأثار موجة من الاستياء والغضب في صفوف الجماهير العاشقة للمنتخب. النتائج السلبية المتتالية أمام المنتخب السوري والمنتخب الفلسطيني كانت بمثابة صدمة لم تكن في الحسبان، ولم يكن أحد يظن أن الفريق الذي طالما عوّد الجماهير على الأداء الرفيع قد يصل إلى هذا المستوى الهزيل.

سقوط مدوٍّ في مباراتين متتاليتين

مباراة المنتخب التونسي أمام نظيره السوري، التي انتهت بهزيمة مذلة، لم تكن مفاجئة فحسب، بل كشفت عن حجم التراجع الذي يعيشه المنتخب على الصعيد الفني. ورغم أن المنتخب السوري لم يكن في أفضل حالاته، فإن الفريق التونسي فشل في فرض نفسه، ليخسر بنتيجة ثقيلة. هذا الفشل تكرر في المباراة الثانية أمام المنتخب الفلسطيني، الذي نجح في اقتسام نقاط المباراة مع منتخب ” نسور قرطاج ”  لتفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات مشروعة حول مدى جدية الفريق واستعداده لهذه البطولة.

هل كانت هناك اتفاقات مسبقة؟

من بين الأخبار التي أثيرت حول هذه المباريات، كانت هناك بعض الأقاويل التي تتحدث عن اتفاق غير رياضي بين المنتخب السوري والفلسطيني على نتيجة التعادل، وهو ما جعل من تلك المباراة حافلة بالشكوك حول نزاهتها و قد يكون ما قيل عنها غير صحيح  فهذه الأحداث قديمة في مثل هذه البطولات، إلا أن الحديث عنها لا يزال يشعل النقاشات في الأوساط الرياضية، خاصة عندما يكون التأهل إلى الدور التالي مرتبطًا بمثل هذه “التسويات”. ولكن، بغض النظر عن هذه التفاصيل، يجب أن نركز على المسؤولية التي تقع على عاتق منتخبنا الوطني، الذي كان عليه أن يركز على أدائه الفني بشكل كامل بعيدًا عن أي تلميحات بشأن مثل هذه الممارسات.

مسؤولية جماعية: من اللاعبين إلى المسؤولين

لا يمكن تحميل المسؤولية لفئة معينة فقط. فالفشل الذي تعرض له المنتخب في هذه البطولة هو نتيجة تضافر العديد من العوامل، التي جعلت الفريق يظهر بهذا المستوى الباهت. من المؤكد أن اللاعبين لم يكونوا في أفضل حالتهم، ولم يقدموا الأداء المنتظر منهم. لكن، يجب أن نذكر أيضًا أن الإطار الفني، بقيادة المدرب والطاقم المساعد، لم يكن في مستوى التوقعات. منذ البداية، كان من الواضح أن هناك نقصًا في التحضير الجيد والانسجام بين الخطوط، وهو ما ظهر جليًا في المباراتين الأوليين.

أما عن المسؤولين في الاتحاد التونسي لكرة القدم، فيتحملون جزءًا من المسؤولية، خصوصًا فيما يتعلق بإدارة الفريق وتوفير بيئة عمل مثالية للمجموعة. بل كان الأجدر بالمسؤولين أن يكونوا أكثر حذرًا في اختيار العناصر الفنية والإدارية التي يمكنها أن تقدم إضافة حقيقية للمنتخب، بدلًا من التقاعس عن اتخاذ قرارات حاسمة قد تكون مؤثرة في استقرار الفريق.

هل حان الوقت لتغيير في المنظومة؟

بكل تأكيد، المردود الذي قدّمه منتخبنا الوطني في هذه البطولة يجب أن يكون نقطة انطلاق لمراجعة شاملة للأوضاع داخل المنتخب. لابد من تقييم الأداء الفني، من اللاعبين إلى الطاقم الفني، مرورًا بالمنظومة الإدارية. قد يكون الوقت قد حان لتغيير بعض الوجوه التي أثبتت عدم جدواها، والبحث عن استراتيجيات جديدة تتناسب مع طموحات الجماهير التونسية.

في النهاية، إن فشل المنتخب التونسي في هذه البطولة ليس نهاية المطاف، لكنه بمثابة جرس إنذار لكل الأطراف المعنية. نحن بحاجة إلى نفض الغبار عن صورة منتخبنا الوطني، والعمل على إعادة بناء الثقة والأداء الذي لطالما ميزنا في الساحة الرياضية العربية والدولية. المسؤولية جماعية، والمستقبل يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف.

خلاصة القول: الخروج المبكر من البطولة ليس مجرد فشل رياضي، بل هو مؤشر على الحاجة الماسة لإعادة النظر في المنظومة الرياضية التونسية. فلا فائدة من الوعود والتبريرات إذا لم نرَ خطوات فعلية نحو التغيير الحقيقي. الجماهير التونسية تفتخر بتاريخ منتخبها، ويجب أن يكون لنا دائمًا طموح أكبر من مجرد المشاركة في البطولات.

 

 

عن Baha

شاهد أيضاً

أخبار العرب :في أول ظهور له في كأس العرب المنتخب التونسي يسقط أمام المنتخب السوري.

المنتخب الوطني السوري بالمرصاد نيوز – الدوحة قطر       بقلم صحفية الموقع نهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *