بقلم الإعلامي و الصحفي منصف كريمي
موقع جريدة بالمرصاد نيوز الإلكترونية
هناك اعلام يعيد لك الامل ويؤكد وجودك ويقر بقدرتك على الصمود رغم هول الكارثة ويضعك في صورة الاحداث دون تهويل او مبالغة وقنوات تطبيع تحظك على التسليم بقوة العدو والاستكانة له ولم لا الخروج باليافطات البيضاء والاستسلام له. اليوم قناة “الجزيرة” القطرية التي خرج اميرها وغزة تحت القصف ليرحب برئيس الكيان في الامارات او القاعدة الامامية لضرب العرب وجرهم الى وكر التطبيع’لتفاجئنا بالصورة والكلمة لمسؤول صهيوني يعلن عن مستقبل باسم لغزة بعد 66 يوم من القتل وهدم المستشفيات بعد استسلام “حماس” الوهمي ويطل منها نتنياهو مفلس معلنا زرع سلطة مدنية في غزة بعد حماس. هذا ليس تعامل اخباري بل امنية إسرائيلية لانهاء حرب لم يتوقعها الكيان وهي حرب تحريرية تقودها كل الفصائل الفلسطينية وليست حماس بمفردها..ولم لا تتساءل هذه القناة العربية عن مغزى بث هذه الصور والايهام بانتصار لبيبي نتنياهو وهو المحاصر في بيته والمفجوع من مصيره المحتوم امام اعتداءات أهالي اسراه في سجون المقاومة وعجزه عن تحقيق جزء يسير من تهديداته. شهران ونيف وغزة توقع اكبر الخسائر بالعدو وهي صامدة ويهب أهلها في اليمن لنصرتها وفرض حصار على الكيان سيكلفه غاليا ويمسه في وجوده وطائرات بدون طيار من العراق المكوي بالنار الامريكية تدك القواعد الامريكية وتحثه على المغادرة ولبنان بعنفوانه يشاغل العدو بصواريخ البركان ويمنعه من الاستفراد بغزة ويرهقه ويفرض عليه شروط القبول بالحفاظ على مصالح لبنان النفطية والغازية. والصحافة الغربية ترجح هزيمة إسرائيل باعتراف الغارديان الانقليزية. كل هذا لم تشاهده الجزيرة وهي تدرك ان العدو عاجز عن تحقيق ولو هدف واحد من تهديدات والدوائر تدور عليه والخناق يضيق عليه وهو لم ينجح سوى في قتل الأطفال واعتقال الأطباء واقتياد الأهالي للتحقيق والامريكان في ورطة بعد التحول في الراي العام العالمي. هذه القناة تتجاهل ولولة صواريخ المقاومة وهروب المستوطنين دون رجعه في الجليل وفي غلاف غزة “عفوا سيدي الرئيس هذا ما تعودنا على سماعه”لتبث اخبارا صادمة لاتسر سوى نتنياهو وعصابته. فاذا كانت هذه القناة غير مدركة لحجم دورها المسي في ما نسميه بقضية العرب الأولى فتلك قضية ندعوها بكل عطف لمراجعه هذا الدور والكف عن فتح نافذة لعدو يلقي من خلالها سمومها فهذا الدور تقوم قنوات اجنبية أخرى وما اكثر هذه القنوات التي يمتلكها او يديرها الصهاينة واذا ما هي عارفة ومنسجمة مع دورها كقاعدة امامية للعدوان فتلك مصيبة وما على العرب سوى مقاطعتها مساهمة في تحجيم دورها المشبوه والكيان بدوره يعرف دور المتخاذلين وقدرتهم على بث الرعب وشتان بين من يذيع كلمات تقول لنتنياهو انت الى مزبلة التاريخ وسنجعلك تكره اليوم الذي ولدت فيه ومن يقول للعرب ارفعوا اليافطات البيضاء وسنجعل من غزة جنة بعد الخراب الصهيوني الذي لحق به. صرنا ندرك ماهية دوركم في حروبنا مع الغرب الذي انكشفت أوراقه لشعوب العالم التي تحركت بمطالبته بالاعتذار وتكفير عن ذنوبه في سرقة خيرات البلدان وانتم لا زال دوركم مقتصرا على تكلفة إعادة الاعمار لكن من سيدفع لكم التكلفة …غاز غزة الذي اسال اللعاب وانتم تتهيؤون للسطو عليه كما فعلتم في سوريا وخرجتم صفر اليدين ام تكلفة ايجار قاعدة السيلية ونحن نشك في ذلك لان عهد ترمب سيدفكم لدفع ثمن الحماية من الأخ والجار العربي الكبير . فكونوا الاعلام البديل ولا تمنحوا عدونا فرصة لابتزازنا وتهديدنا وهو في ورطة وانتم لا تعلمون.