في حادث مترور الخطير : اصطدام بين مترو الخط 3 و مترو الخط 5 :* أين يكمن الخلل و من المسؤول.
Baha
6 أيام مضت
جهات و حوادث مرور
204 زيارة


بالمرصاد نيوز – تونس العاصمة

تغطية و عدسة صحفية الموقع
شيماء اسماعيلي
تونس، الإثنين 20 أكتوبر 2025 – جدّ صباح اليوم حادث مرور خطير تمثّل في اصطدام بين مترو الخط 3 ومترو الخط 5 على مستوى محطتي مفتاح سعد الله والرمانة بالعاصمة، في مشهد خلف حالة من الهلع والذهول في صفوف الركاب والمارة، رغم أنه لم يسفر عن خسائر بشرية تُذكر، ولله الحمد، لكنه خلف أضرارًا مادية جسيمة طالت المعدات والعربات، فضلاً عن شلل مؤقت لحركة النقل في عدد من المحاور الحيوية بالعاصمة.

عندما يتحوّل الاستغراب إلى صدمة…
ما أثار استغراب التونسيين اليوم لم يكن وقوع حادث في حدّ ذاته، بل مكان وزمان الحادث وطبيعته، إذ أننا لا نتحدث عن تصادم بسيط بسبب عطب أو خلل فني يمكن عزوه إلى “الصدفة”، بل عن اصطدام مباشر بين عربتي نقل حضري تعملان ضمن منظومة النقل العمومي المُفترض فيها الدقة والانضباط والتنسيق.

تكرار مثل هذه الحوادث – خاصة في شبكات النقل العمومي سواء المترو أو القطارات – يدفعنا إلى طرح أسئلة مشروعة، لم تعد تحتمل التأجيل أو التبرير:
-
من المسؤول؟
-
أين الخلل؟
-
هل هو تقني؟ بشري؟ أم مؤسسي؟
-
هل هناك نظام مراقبة ومتابعة فعلي للحركة؟
-
أم أن تردي البنية التحتية، ونقص الصيانة، وسوء التنسيق، أو في احترام توقيت الرحلات هي الأسباب الخفية؟
حوادث تتكرر… والنتائج نفسها
حادث اليوم يُذكّرنا بسلسلة من الحوادث التي طالت في السنوات الأخيرة الشركة التونسية للسكك الحديدية، والتي – رغم اختلاف التوقيت والملابسات – تشترك كلها في نقطة واحدة: غياب المحاسبة الواضحة، والتقييم الجاد، والإرادة الفعلية للإصلاح.

إذ لم يعد مقبولًا أن تبرر هذه الحوادث المتكررة بأنها “أخطاء معزولة” أو “أحداث عرضية”. فالمواطن لم يعد يقبل ثقافة التبرير، بل يطالب اليوم بثقافة الوقاية والمحاسبة والشفافية.
نقد بنّاء… وليس تهجّمًا
نحن هنا لا نهاجم المؤسسات، بل نمارس دورًا أساسيًا من أدوار الصحافة: النقد البنّاء، وطرح الأسئلة باسم المواطن الذي يركب المترو يوميًا، ولا يعرف إن كان سيصل سالمًا، أم سيتأخر بسبب عُطل … أو يصطدم بقطار آخر.
إن خسائر اليوم، وإن لم تكن بشرية، إلا أنها ليست بسيطة:
-
خسائر مادية للشركة الوطنية
-
تعطيل لمرفق عام حيوي
-
أضرار على صورة المؤسسة
-
تفاقم أزمة الثقة بين المواطن والنقل العمومي
الحلول؟ لا نعيد اختراع العجلة
الحلول معروفة وليست معجزة:
-
تحقيق فوري وشفاف لتحديد المسؤوليات دون تغطية أو مجاملة.
-
تحسين أنظمة المراقبة التقنية والتحكم الآلي في الحركة.
-
التكوين المستمر للإطارات والسواق والفنيين.
-
ضخ استثمارات عاجلة في صيانة وتحديث البنية التحتية.
-
إعادة النظر في طريقة تسيير الشبكات الحضرية والنقل الحديدي.

حادث اليوم يجب أن يكون نقطة تحوّل لا مجرد خبر يُضاف إلى الأرشيف.
المواطن التونسي يستحق نقلًا عموميًا آمنًا وفعّالًا، لا مجرد وعود أو ترقيعات ظرفية.
فكل تأخير في المعالجة الجدية… هو دعوة لحادث قادم.