بقلم الصحفي عبد الزاق مقطوف
عيب ان تحمل وسائل الاعلام وزر نقل “الدربي الرهيب “’دربي العاصمة الذي ينتظره العشاق .هذه كرتكم ردت اليكم فاما ان يفوز اليوم الفريق الذي فقد كل الشي لإنقاذ موسمه وخوض المنافسات القارية واما الجحيم وكان جحيما بالحق وعلى كل الأصعدة . بدا بقوارير الماء الطائرة من كل صدب وحدب ودون رحمة ولا يهم ما تحدثه هذه القوارير الطائرة من كوارث وكادت احدى المقذوفات تحطم راس المدرب المساعد للترجي وشاهدنا الدماء تسيل من راسه. فاي ذنب اقترفه الرجل سوى انه جاء ليفيد بتجربته هذه الكرة المريضة . واثرها انتقلوا الى الشماريخ حتى احمر الميدان واشتعلت النيران وتعذرت المتابعة بحكم الدخان الكثيف الذي حجب الرؤية على اللاعبين والحكم والمصورين فمن ادخل هذه الشماريخ وكيف دخلت القوارير اهذه لعبة تدوم 90 دقيقة ام مواجهة تجاوزت 120دقيقة ليعم الخوف الارجاء من خطر داهم ولكن المضحك المبكي ان المعلقان اطنبا في المدح والثناء وكان المباراة تدور في ويمبلي وتعذر على الحكم العراقي احمد كاظم رؤية الكرة وخيل له انه في الفالوجا فاعلن عن إيقاف المباراة فترة أولى حتى يتنفس الملعب وتتضح الرؤية ويهدى قائدا الفريقين من روع الأحباء ولكن لا حياة لمن تنادي.
كنا نعرف ان المباراة سوف لن تكون سهلة على الميدان نظرا لخصوصيتها ولكن ان تصل الاحداث هذا الحجم ويجبر الامن على اطلاق القنابل المسيلة للدموع وتعم الغازات كل الارجاء ويخشى اللاعبون على مصائرهم فهذا سيناريو لم ينتظره احد. من سيقول لهذه الجماهير ان كرة القدم لعبة وليست مواجهة تستعمل فيها كل الأسلحة وان توقفت هذه الاسلحه على قوارير المياه والشماريخ وجل نوادينا تعاني من الخطايا التي تفرضها الجامعات والاتحادات القاريه على المذنبين . الأوضاع تنفلت من يدي الجمعيات والخشية من اننا لم نعد قادرين على تنظيم مباراة في كرة القدم لكن من يدفع باهظا الثمن . انقلترا وجدت علاجا للهوليقان عندها اما نحن فلازلنا نتعامل مع الاحداث بتلقائية وكانها قدر محتوم ولا نقدر العواقب . بئس هذه الكرة التي لا تجلب سوى الفضائح وبئس هذه النوادي العاجزة عن تاطير جماهيرها .
ولعل ما صرح به مدرب الترجي كاردوز عقب المباراة يكشف الهلع والخوف الذي بات يحيط بهذه اللعبة ويؤكد انها حرب معلنة وليست لعبة فيها الفرجة والتحابب والاخاء والحمد لله ان اللاعبين التزموا بهذا المبدا ولكن الضغط في المدارج كان مؤلما وخطيرا شوه اللعبة واعطاها ابعادا لا تتحملها .انها صرخة فزع على ماتبقى من كرة في هذه البلاد.