المدينة العتيقة بصفاقس، بين الإرث الحضاري وأزمة البنية التحتية.
Baha
يناير 28, 2025
جهات و حوادث مرور
62 زيارة
مكتب صفاقس

بقلم الأسناذ جمال الشرفي
قمت صباح اليوم بزيارة إلى المدينة العتيقة بصفاقس، تلك الجوهرة المعمارية التي تحمل عبق التاريخ وذاكرة الأجيال. ولكن بدلًا من أن أجدها متألقة بإرثها الحضاري، تفاجأت بحالة من التدهور والإهمال، خاصة على مستوى البنية التحتية.
أبرز ما لفت انتباهي هو وضع قنوات المياه الصالحة للشرب، والتي تحولت إلى مصدر تهديد صحي وبيئي للسكان والزوار على حد سواء. مشاهد صادمة لبعض عدادات المياه القديمة، التي بدت وكأنها جزء من “مغارة علي بابا”، تعكس حجم الإهمال الذي تعاني منه المرافق الأساسية داخل هذه المدينة.
الأسئلة الحارقة: من المسؤول؟
– أين جمعية حماية المدينة التي من المفترض أن تكون الدرع الواقي لتراثها؟
– أين دور البلدية في صيانة البنية التحتية؟
– أين المجتمع المدني بمبادراته وبرامجه التطوعية؟
– أين معهد التراث الذي يجب أن يكون حارسًا أمينًا على هذا الإرث التاريخي؟
– وأين نواب الشعب عن جهة صفاقس الذين من المفترض أن يكونوا صوت أهل المدينة وممثلي مصالحهم؟
نداء استغاثة

المدينة العتيقة بصفاقس تستغيث. جدرانها، أزقتها، قنوات مياهها، وكل حجر فيها يروي قصة إهمال مستمرة. تحتاج هذه المدينة إلى تدخل عاجل وشامل على جميع المستويات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
هذا التراث ليس مجرد ماضٍ بل هو حاضر ومستقبل، وهو جزء من هوية صفاقس وأبنائها. فهل ستصغي الجهات المعنية لنداء المدينة العتيقة؟ أم ستبقى تستغيث بلا مجيب؟
(هذه صور توضيحية مرفقة تسلط الضوء على حجم الإهمال).