الرئيسية / وطنية / بنزرت : فلاحة واستهلاك.. في تونس، بعض خيراتنا لا نشبع منها…

بنزرت : فلاحة واستهلاك.. في تونس، بعض خيراتنا لا نشبع منها…

مكتب بنزرت
بقلم الإعلامي الجبيب العربي
من بين الخيرات الفلاحية الأساسية لبلادنا، يمكن ذكر أربعة مواد هي من أهم ما تنتجه بلادنا ومن اكثر ما نحتاجها نحن في استهلاكنا اليومي..
الحبوب..
وزيت الزيتون..
والأسماك..
والتمور..
في مقالي هذا، لا أتحدث عن الحبوب لأنها متوفّرة عموما بالقدر الذي نحتاجه في سوقنا، رغم بعض الأزمات الظرفية من حين لآخر..
وأما المواد الثلاث الأخرى، فإنتاجنا منها هو أضعاف أضعاف مقدار استهلاكنا منها في كل عام، ومع هذا أسعارها في اسواقنا التونسية مرتفعة ولا يقدر عليها كل الناس..
بل إن الضعيف الحال ماديا يكاد يراها بالعين ويموت بالقلب كمدا لأنه لا يقدر على شراء ولو القلبل منها..
أتحدث عن زيت الزيتون الذي صار كما لو انه مُعَد إلا لميْسوري الحال.. سعر اللتر منه يناهز العشرين دينار هذا العام.. وفي العام الماضي، سعر الواحدة منها تراوح بين 24 و28 دينار..
فبالله عليك يا دولتنا هل يقدر “الزوّالي”، منعدم الدخل أو قليله، خدّام حزام، عامل الحضائر، وكذلك العامل البسيط في صنفه المهني سواء بالوظيفة العمومية أو بالقطاع الخاص، هل يستطيع أن يشتري “عولته” من زيت الزيتون ؟..
قطعا هو لا يستطيع..
بل أقصى ما يستطيعه هو اقتناء لتر واحدة في السنة يستعملها قطرات قطرات في سلاطة الخضر على مائدته..
للتذكير، وحسب ما قاله الخبراء في إنتاج زيت الزيتون التونسي فإن استهلاك عائلاتنا على مدار العام لا يتجاوز خُمُس طاقة إنتاجنا السنوي والباقي، اي 80%، يقع تصديره..
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :
– لماذا تصر الدولة على بيع خمس صابتنا من زيت الزيتون في اسواقنا في كل عام بسعر يقارب سعر البيع والترويج بالخارج ؟..
يا سادتنا الحكام، بيعوا في كل موسم الثمانين بالمائة من الزيت الجديد في كل موسم بالسعر الذي تريدون خارج الحدود، ونصيبنا المتمثل في “الخُمّس” بيعوه لنا بالسعر الذي يقدر عليه كل التونسيين..
يا سادتنا، احسبوا أنكم في كل عام لا تنتجوا إلا ما تصدّرون، والباقي خلوه لنا نشربه ونعِدّ به اطعمتنا ونتداوى به ايضا..
المادة الثانية التي يمكن طرح إشكاليتنا معها هي التمور، فجريدنا التونسي الممتد في جنوب بلادنا من شرقها إلى غربها ينتج ما شاء الله صابة هائلة في كل عام ونحن في بيوتنا لا نستهلك إلا الخُمُس، والباقي يُصدّر..
فلماذا لا تتركوا لنا نصيبنا من التمور تّباع بأسعار معقولة يقدر عليها كل التونسيين ؟..
فهل تعلمون يا أصحاب الشأن في هذا الأمر أن سعر الكيلو الواحد من التمور الجيدة يصل أسواقنا بما لا يقل عن 14-15 وأحيانا 18 دينار ؟..
فلماذا لا يُباع نصيب سوقنا الداخلية من صابتنا من التمور الجيدة بما لا يزيد سعر الكيلو الواحد منها عن 5 دنانير ؟..

المادة الفلاحية الاستهلاكية الثالثة في سردي في هذا المقال هي مادة الاسماك..

شريط بلادنا الساحلي يمتد على أكثر من 1250 كيلومتر باحتسات سواحل جُزُرنا داخل البحر..

وكل هذه السواحل بها اسماك متنوعة كثيرا، فصلية أو موسمية في بعضها وأخرى متوفرة على مدار الفصول.

بل إن من بين إنتاجنا من الأسماك بعض الأنواع شبه النادرة وهي التي نجد أكثرها في ساحلنا التونسي، وبالتالي، هي مطلوبة جدا في السوق الخارجية..

للإشارة، طاقة استهلاك كل التونسيين من جملة الأسماك في كل موسم لا تتجاوز الأربعين بالمائة..

فهل تعلم الدولة مثلا أن من بين سكان السواحل الشرقية لبلادنا، دون الحديث عن سكان الشريط الغربي، مواطنين دخلهم لا يسمح لهم باقتناء الأسماك لاستهلاكهم المنزلي، وبالتالي هم يظلون على مدار العام ينتظرون سمك السّردين والصّورلّي أو الشّورو والبوقا، وهي من الأسماك المصنفة زرقاء وأسعارها في فصلها متواضعة، كي يشتروا القلبل منها لمائدة ابنائهم، وباقي الأنواع هم يرونها ولا يشترونها ؟..

ونفس التساؤل،

لماذا دولتنا وحكوماتها المتعاقبة ووزاراتها المختصة لا تعمل على ترك نصيبنا في اسواقنا بأسعار يقدر عليها التونسي دون عناء والباقي تصرّفوا فيه بالبيع في أسواق أوروبا وشرق الكرة الأرضية وغربها كما تريدون وبالسعر الذي يشرٍف تونسنا الحبيبة ؟…

عن Baha

شاهد أيضاً

النادي الرياضي البنزرتي.. الكاتبة العامة السابقة للنادي البنزرتي تتكلّم بعد طول صمت فتقول …

الإستاذة شريهان العربي مكتب بنزرت حاورها : الإعلامي الحبيب العربي منذ أن انتظمت الجلسة العامة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *