الرئيسية / عالمية / تونس 2025: قضايا استراتيجية وفرص اقتصادية في سياق جيوسياسي متغير

تونس 2025: قضايا استراتيجية وفرص اقتصادية في سياق جيوسياسي متغير

مكتب صفاقس

بقلم الأستاذ جمال الشرفي

إن تحليل السياق السياسي والاقتصادي لتونس عام 2025 في سياق التغيرات الجيوسياسية العالمية، خاصة بعد وصول رئيس أمريكي مثل دونالد ترامب، يتطلب فهم كيفية تأثير هذا التكوين الجديد على تونس التي تحتل موقعا استراتيجيا في البحر الأبيض المتوسط. والمغرب العربي.

1. سياق وصول ترامب إلى السلطة
تبنى دونالد ترامب، خلال فترة ولايته السابقة، سياسة تركز على المصالح الأمريكية قبل كل شيء (“أمريكا أولا”) وكثيرا ما كان يفضل النهج الثنائي بدلا من التعددية. وقد تؤدي عودته إلى قيام الولايات المتحدة بتبني موقف أقل تدخلاً في بعض مناطق النفوذ، وهو ما قد يفيد اللاعبين الإقليميين في البحر الأبيض المتوسط، مثل الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضًا روسيا والصين، اللتين تظهران اهتمامًا أكبر بالمنطقة بشكل متزايد.
2. دور تونس الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط
باعتبارها “قلعة” في البحر الأبيض المتوسط، تستفيد تونس من موقع رئيسي للمراقبة والسيطرة على الطرق البحرية التي تربط شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وغربه. وهذا يعزز أهميتها بالنسبة للقوى الأجنبية التي تسعى إلى تأمين مصالحها في المنطقة. ومع عودة ترامب، يمكن للولايات المتحدة أن تشجع الشراكة الأمنية البحرية مع تونس، على الرغم من أن ترامب يفضل عمومًا تقليل التدخل العسكري الأمريكي في الخارج. ومع ذلك، وفي منطق المواجهة المتزايدة مع الصين، يمكن لواشنطن أن تسعى إلى الحفاظ على وجودها من خلال تحالفات استراتيجية مثل تحالف تونس.
3. تونس كمركز تجاري

في عام 2025، ومع انتقال الاقتصاد العالمي والتجارة إلى تحديات لوجستية، يمكن لتونس الاستفادة من موقعها لتطوير البنية التحتية للموانئ، وجذب الاستثمارات من البلدان التي تسعى إلى نقاط نقل للسلع المتداولة نحو أوروبا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبالتالي، يمكن لتونس التفاوض على اتفاقيات مفيدة، خاصة مع الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، لتطوير اقتصادها، مع الحفاظ على الانفتاح الدبلوماسي تجاه الولايات المتحدة.

4. موقف تونس بين ليبيا والجزائر
ومع انتقال ليبيا إلى مرحلة انتقالية وسياق أمني غير مستقر في كثير من الأحيان، عملت تونس في كثير من الأحيان كوسيط وشريك لتحقيق الاستقرار في ليبيا. وفي عام 2025، يمكن أن يتعزز هذا الدور تحت ضغط الديناميكيات الدولية والإقليمية الجديدة، مع إيلاء اهتمام متزايد للأمن والاستقرار في منطقة المغرب العربي. ويمكن للجزائر، باعتبارها قوة إقليمية، أن تكثف تعاونها مع تونس لمواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار في ليبيا. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيمكن لإدارة ترامب أن تتبنى نهجا أكثر بعدا ولكن واقعيا من خلال دعم هذه الجهود بشكل غير مباشر، ولا سيما من خلال توفير الدعم التكنولوجي والمالي لعمليات تحقيق الاستقرار إذا كان ذلك يلبي المصالح الاستراتيجية.

خاتمة

وقد تعني عودة ترامب فرصة لتونس لإعادة تشكيل تحالفاتها الدولية ولعب دور أقوى في البحر الأبيض المتوسط، شريطة أن تتبنى دبلوماسية عملية ومتعددة القطاعات. وباعتبارها جسرًا بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، تمتلك تونس العديد من أدوات العمل التي يمكنها استخدامها لتعزيز موقعها الإقليمي وجذب الاستثمارات الأجنبية التي يمكنها تحقيق استقرار اقتصادها مع ضمان أمنها القومي.

عن Baha

شاهد أيضاً

ترامب يعود للبيت الأبيض

  مكتب تونس   بقلم صحفية المزقع شيماء اسماعيلي حسم المترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *