شواطئ صفاقس والزمن الجميل.

مدينة صفاقس

بقلم الأستاذ جمال الشرفي

في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، كانت مدينة صفاقس تتمتع بشواطئ ساحرة كانت تشكل وجهة شهيرة للسكان المحليين والزوار على حد سواء. وكان أهم هذه الشواطئ شاطئ “الكازينو” الذي تميز بتصميمه المتقن وحمايته بأسوار حديدية من الجهتين الشرقية والغربية مما منحه خصوصية وجاذبية خاصة. كان الدخول إلى هذا الشاطئ يتطلب دفع رسوم دخول، مما يجعله وجهة مميزة للعائلات التي تبحث عن أجواء راقية.

بالإضافة إلى شاطئ الكازينو، كان هناك شاطئ “فرحات حشاد” الذي كان يرتاده عدد كبير من العائلات في تلك الفترة. كان هذا الشاطئ مكانًا للتجمعات العائلية والأنشطة المائية، حيث كان الناس يحبون السباحة وقضاء أوقات ممتعة على رماله الذهبية.

وتظهر الصور التاريخية من هذه الحقبة مدى ازدحام هذه الشواطئ بالزوار وتسلط الضوء على الأجواء المفعمة بالحيوية والأنشطة المتنوعة التي كانت تقام فيها في تلك الفترة. وكانت هذه الشواطئ تشكل جزءا لا يتجزأ من حياة أهالي صفاقس، حيث كانت تشكل مكانا للترفيه والاسترخاء، ومتنفسا طبيعيا خلال أشهر الصيف الحارة.

وقد شهدت هذه الشواطئ مع مرور الوقت تغيرات كثيرة نتيجة التطور الحضري والاقتصادي، مما أثر على حالتها واستخداماتها. ومع ذلك، فإن ذكريات هذه الفترة الذهبية تظل محفورة في أذهان أولئك الذين عاشوا هناك، وتعتبر جزءا مهما من تاريخ المدينة وتراثها الثقافي.