أخبار عاجلة
الرئيسية / مجتمع / صورة نمطية من زمن الدراسة بلا مال ولا أكتاف..

صورة نمطية من زمن الدراسة بلا مال ولا أكتاف..

                                                    

نظرا لاستحالة تواجد وسائل النقل تلميذ صغير السن يركب ظهر الحمار

ليصل إلى المدرسة في الموعد

متابعة الإعلامي الحبيب العربي

 

هي صورة ذلك التلميذ الذي يسكن في عمق ريف إحدى مناطق ولاية الكاف.. في أعلى مرتفع جبل سيدي منصور..

كان يدرس في مدرسة قريبة من تجمّعهم السّكَني.. وكانت نتائجه باهرة..

هو لا يعرف ناد للأطفال كأنداده في المدينة.. ولا دار ثقافة او مكتبة عمومية.. لا ماناج ولا فاعة ألعاب..

كل وقته في غير ساعات الدراسة بالمدرسة كان يقضٍيه بين البيت أين الكلاب والحمارة ومساعدة والدته على قضاء بعض شؤون المنزل وبين الضيعة أين يعمل أبوه فلاٍحا صغيرا مُربيا لبعض الأغنام والأبقار..

وعدا ذلك هو يراجع الدروس ويحفظ المحفوظات والإيقاظ العلمي والتاريخ والجغرافيا..

كتاب القرآن الكريم لا يفارق محفظته أبدا..

ولاجتياز امتحانات السّيزيام، التي هي على الأبواب هذه الأيام، الدولة عيّنت له مدرسة أخرى يجري

غفيها الإمتحانات وهي تبعد عن مقرّ سكناه قرابة الخمسة كيلومترات..

يوم السّيزيام، نهض عند الفجر، كان مفعما بالنشاط..

وضع “البردع” فوق ظهر الحِمارة، حمل معه معينه ولستدعاء وزارة التربية ثم توجه لمدرسة الإمتحان..

وحين وصوله، استقبله البعض من زملاء الدراسة بالتهكّم والضحك عليه لأنه جاء المدرسة على “بهيمه” وثيابه غير جديدة..

هو لم يعر ضحكهم وتعاليقهم اهتماما..

ربط الحِمارة إلى جذع شجرة أمام المدرسة ثم دخل يجري امتحاناته..

بعد أقل من شهر ظهرت نتيجة السّيزيام وكان الأول في مدرسته والمعتمدية وعلى كل الولاية بمعدل يقارب 19/20..

ومن المعهد الثانوي بعد ذلك إلى الجامعة.. إلى نيل الجائزة الرئاسية في الهندسة..

وهو الآن آطار عال بوزارة التجهيز يشرف تقنيا على بناء المدارس والمعاهد والمستشفيات وكل مشاريع المرافق العمومية المناطة بعهدته..

عن Baha

شاهد أيضاً

الحرم المدرسي يستباح.

  مكتب تونس   بقلم و استنتاج صحفية الموقع شيماء اسماعيلي لفت انتباهنا في السنوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *