الرئيسية / نجوم وفنون / في حوار مع الشاعرة خيرة خلف الله : بين الشعر و الرواية برزخ هما بحران متوازيان لا يلتقيان “.

في حوار مع الشاعرة خيرة خلف الله : بين الشعر و الرواية برزخ هما بحران متوازيان لا يلتقيان “.

 

بقلم المتعاونة الصحفية بموقع جريدة بالمرصاد نيوز عائشة معتوق

 

مكتب قابس – موقع جريدة بالمرصاد نيوز

متابعة عائشة معتوق

تلكَ المرأة الجميلة التي تشابِه فِي كلِّ حرْف بَطلات رِواياتها اللَّواتِي يَحمِلْنَ همـُومَ المَرْأة التُّونُسيَّة و العَربِيّة..لا تَقـْتَات سِوى منْ وَجَع القـُلوب , و هـَمسَات الحُروف … هِيَ خِيرة خلف الله … رِوائِيَّة وَ قاصَّة و شَاعـِرَة تونُسِيَّة تَتَنـَفـّس حنِينا و رَوْنـَقا و عُذُوبَة.. هِيَ طِفـْلَة كبيرة.. مشاكِسة بشوشَة ..لا تُفارٍق الابتسامة ثَغـْرَهَا حَتّى فِي أَصْعبِ لَحظَاتِ حَياتِها .. تَتـَصرَّفُ بِتِلقائِيَّةٍ تَصِلُ حَدَّ الجُنونِ اللـَّذيذِ المُفْـعـَمِ بالوَدَاعَةِ والصِّدْقِ …..كَاتِبَة مِنْ زَمنٍ الِإْبداعِ الرَّصِينِ الثـَّابِت بَدَأَت بِنَفحَات الشّـِعـْرِ فكانَ لهَا مَوْلود هوَ الرَّقـْصِ علَى أصَابِعِ الوَرْدِ.. ثمَّ اقتَحَمَتْ بِجُرْأةٍ واعِدَة وَوَاعِية عَالَم السَّرْديَّات فكانت تَجْربَتها الأُولَى بـِرَذَاذ الأمْكنَة ثمَّ عَواطِف مُفَخَّخَة و حنِين إفريقي و الآن نسغ الريح وهي مجموعة في الشعر العمودي.. كاتِبَةٌ تُحاوِل منذ زمن أن تَغتالَ الأرْواح الشرِّيرَة المُنْتَصِبَة أشباحهَا بَيْنَ ثَنايَا المُجتَمعات الرِّجعِيَّة المنْغَلقة ..نلتقِي مَعهَا اليومَ لتبوحَ لنا و نقَاسِمها عـِشْق الكَلِمَة و رَوْنق الإِبْدَاعِ..

1/ تقول الروائيّة الجزائريّة ياسمينة صالح ” أنا متحدثة سيئة عن نفسي”، فما الذي تحدثنا به الروائيّة  خيرة خلف الله عن نفسها ؟

 

– أما أنا فأقول كلما حاولت الحديث عن نفسي صغرت دونها ذلك أنّني أسعى جاهدة في أثر شيء كبير طالما رامته هذه النفس الأمارة بالشّعر وقصرت دونه لكن الأجمل أنّني لم أفقد الأمل بالشّعر فمن اقترف الشّعر عليه أن يحاول ويعيد المحاولة ولو كلّفه ذلك أن يجعل من ذاته هيولى تسكن الآماد وتحترف الخيال

2/ جديدك  مجموعة في الشعر العمودي  نسغ الشعر  لو تقديميها لقرائنا

– نسغ الريح مجموعة في الشعر  العمودي تجمع بين دفتيها أكثر من أربعين قصيدة متفاوتة الطول في مواضيع مختلفة تجمع التغني بما يخامر الذات من مشاعر  و أحاسيس إضافة إلى مشاغل ذات طابع إنساني ومن تأملات   في الذات والوجود

3/ نقاط التقاطع بين الكتابة الشعريّة و الكتابة النثرية هي خطّ غالبا ما يبدأ متوازيا كيف انتقلت من الرّقص على أصابع الورد إلى رذاذ و عواطف مفخّخة إلى حنين افريقي  ثم الى نسغ الريح ؟

-النص عندي يملي شروط كتابه وحده له الحقّ متى جهز وصار واضحا للعيان وغادرني إلى القارئ  له أن يكون شعرا أو نثرا طالما وأنه تشكّل ذات إبذاعية فله – حريّة الاختيار إما  لغة مكثّفة ذات ترميز وإيحاء وإما حدائق ومعمار تسريد تنثر مواضيع ذات علاقة وطيدة بمجريات العصر وتنطّعاته

4/وانا أقرأ حنين افريقي شعرت أنّ الكاتبة تعبّ من بحر يضجّ بالمتناقضات الشعوريّة التي تعتمل بنفوس الشخصيات بين تمرّد جريء و حنين صامت .. كيف تتحقّق هذه الثنائية الصارخة عند الروائيّة خيرة خلف الله ؟

– في ما يتصل بنحت كيان الشخصية السردية لا بدّ من فترة مخاض  ثمّ ولادة فالنحت للعوالم الروائية يقتضي أن يعيش المبدع هذا الوجع والمكابة والمعاناة حتّى يتشكل عالمه الروائيّ بمختلف مكوّناته  والتي عمادها الشخصيّة التي تحمل عبر مشروعها السّردي همّ الكاتب وتطلّعاته  وما يخالجه من مختلف العوالم التخييلية التي تحمل بين طيّاتها ما تحمل من المعايشة والتأكيد على اختيارات الذّات لموضوعها

5/ في رواية حنين افريقي نلمس نوعا من التماهي الجميل بين ساجدة في الرذاذ و ساجدة في حنين ..ألا يمكن الحديث عن تناسخ روحي في لغة أدبية راقية اعتمدتها  الروائية خيرة لتنثر اشرعة الحنين ؟

-كانت لي فترة استراحة من الشعر بعد نشري لمجوعتي الشعرية الأولى الرقص على أصابع الورد التي بعدها مباشرة اتجهت إلى التسريد فكانت الثلاثية  رذاذ الأمكنة فعواطف مفخخة وانتهاء بحنين إفريقي هذه الثلاثية السردية في الحقيقة أخذت على عاتقها التأسيس لمشروع شخصية سردية واحده عبر ثلاث محطات  هي شخصية ساردة التي كانت تقترف الحدث وتوثقه في آن وكانت ملامحها تستمد في كل مرحلة من تلون هذا الحدث

6 / النقد الأكاديمي هو الذي ينصف و يمنح الكاتبة حقّها و حدودها و إمكاناتها ..ما حظّ كتاباتك من النقد؟

-لا بد من النقد حتى يكتسب النص مزيد الجسارة والصمود في وجه المتغيرات لأننا أصبحنا نعيش مستويات عديدة للقارء فلا بد من أن تكتسب الكتابة مزيد الثقة حتى تضمن تواصلها مع القارئ على هذه الأيام ولذلك كان من الضروري للنقد حتى نؤمّن إيصال ما تريد الكتابة تبليغه

7 / هل يمكن القول إنّ الروائيّة خيرة خلف الله تصالحت مع نفسها في كتاباتها أم أنّها مازالت تبحث عن جسر اللقاء بينها و بين ذاتها ؟

  • بين الشعر والرواية برزخ فهما بحران متوازيان لا يلتقيان وإن اشتغل كل منهما على خدمة الآخر ولكن بقدر محافظة كلّ جنس منهما على خصوصيته كان للكتابة جدواها وتواصلها

8 / العمل الأدبي خاصة منه السّردي يمنحُ صاحبُه أدواتِهِ من ماء الممكن و من صخر المعاناة و من القدرة على البصر بعين ثابتة ..كيف ترى الروائيّة خيرة علاقة الكاتب بالكتابة الأدبية بين مفترقيْ الذات و الموضوع ؟

الكتابة هي الهواء الذي يتنفسه الكاتب والشاعر على حدّ سواء بها يكون ومن خلالها يعبر عن معاناته ومكا تجيش به نفسه الباحثة على الدوام عن كنه لما يقترف فيه ما يريد وما يتطلع لأن يكون عليه من تميز ومخاتلة

9 / شاركت في عديد المهرجانات و الملتقيات التونسية كيف تقيّمين دور هذه المحطّات في تلوين المشهد الأدبي و صياغة مشروع الإبداع  ماذا أضافت لك ؟

  • الحقيقة المشاركة في هذه المهرجانات والملتقيات كانت لها بصمتها وإضافتها البينة في التعريف بي وتعويدي على المجابهة والتحدي ونحت شخصيتي الإبداعية

10/ هناك من وصف الرواية بالملحمة الإنسانية،هل أضاف هذا الوصف شيئا لنفسك؟ ما الذي يحدثه وصف كهذا في ذاتك ككاتبة؟

  • الملحمة بالنسبة لي هي معمار وذوق ونحت لكيان يتشكّل وفق رؤية واختيار و بالتالي فالرواية أشبهها بالسيدة المثلى والمتصالحة مع ذاتها التي خبرت العالم وتمثّلته

11 / في كل كتاباتك …ما هي مصادر تأثرك و من أين تستوحي ريشة خيرة  آلامها و بهجتها … و هل تتجسّد شخصيتك بشكل أو بآخر تحت طيّات أبطال الرواية  التي تكتبين؟

  • التنويع والثراء المرجعيّ ضروريّ للكاتب فالمبدع وجب أن ينهل من روافد ثقافية وحضارية متنوعة وجب لهذه الذات أن لا تشكو من انعدام ذوق وثراء معنويّ وثقافيّ فبقدر ما تلونت التجارب وتنوعت كان للكتابة عمق وتاثير

12 / بمن تأثرت الأديبة خيرة خلف الله من بين الروائيين التونسين العرب والعالميين؟ وهل وجود التأثر مهم في بداية الكتابة الروائية ؟

–      – الاطلاع والتزود للعمليّة الإبداعية بأقصى ما يمكن من الأدوات الضرورية حاجة  ملحّة لذلك فالكاتب كلما كان واسع الاطلاع أمكن له أن يتميّز موطئ قدمه وقلمه على حد سواء

13/ كيف تقرأ الروائيّة خيرة خلف الله المشهد الثقافي في تونس ؟

 -هذا المشهد الذي ما زال صامدا ويقاوم في حاجة لمزيد العمق والتخلص من المركزيّة والتقوقع الأناني  لا بد من مزيد التثبيت للخطى والإشعاع وتحفيز المشتغلين على الإبداع

لشعرِكِ طعم الشهد نسمعه فننتشي.. لك البساط فغرّدي

خلف التّمنع

كم وأدت جسارتي

لكن دواتي

دمعها رقراق

 

 

عن badreddine

شاهد أيضاً

اختتام مهرجان بوقرنين في دورته 42:رؤوف ماهر يصنع الحدث بسهرة استثنائية.

مكتب حمام الأنف تغطية الصحفية حسناء سعد    نقيب الفنانين أسدل الستار في سهرة البارحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *