الرئيسية / الرياضة /  مستقبل النادي الإفريقي بين الأزمات الراهنة وآمال البناء.

 مستقبل النادي الإفريقي بين الأزمات الراهنة وآمال البناء.

الممول الرئيسي للإفريقي فيرجي شامبرز

مكتب تونس

 

بقلم صحفية الموقع شيماء اسماعيلي

في الوقت الذي كانت فيه جماهير النادي الإفريقي تحلم بختام موسم يعيد بعضًا من أمجاد الماضي، وجد الفريق نفسه مرة أخرى في دوامة من الأزمات والعثرات، خاصة في الجولات الأخيرة من هذا الموسم، حيث بدا أن كل شيء يسير عكس مصلحة النادي. خسائر مفاجئة، أداء باهت، وضغوط إدارية ومالية تكاد تعصف بكيان الفريق. ورغم كل هذا، قد تكون هذه المرحلة الحرجة فرصة لإعادة النظر في المسار، وإطلاق عملية إصلاح حقيقية على المدى المتوسط والطويل.

  1. الواقع الراهن: أزمة نتائج ومشاكل متراكمة

في الموسم الحالي، عانى الإفريقي من تخبط واضح على مستوى النتائج، خصوصًا في الأمتار الأخيرة من السباق. أداء الفريق اتسم بعدم الاستقرار، وغابت الروح القتالية التي كانت تميز لاعبي الأحمر والأبيض. كل هذا تزامن مع مشاكل إدارية عميقة، وصعوبات مالية مستمرة، زادت من حجم المعاناة وأثرت بشكل مباشر على أداء اللاعبين ومستوى التركيز داخل المجموعة.

  1. الانهيار في الجولات الأخيرة: صدفة أم نتيجة منطقية؟

ما حدث في الجولات الأخيرة من تراجع في الأداء والنتائج لا يمكن اعتباره مجرد صدفة. بل هو نتيجة منطقية لسلسلة من التراكمات: سوء تسيير، غياب التخطيط، ضغوط الجماهير، ومناخ داخلي مهتز. هذه العوامل كلها اجتمعت لتفرز وضعًا صعبًا يعكس عمق الأزمة التي يعيشها النادي.

  1. الفرصة المتاحة رغم كل شيء

ورغم سوداوية المشهد، فإن ما يحدث اليوم قد يشكل منطلقًا جديدًا لإصلاح حقيقي، خاصة إذا ما قررت الهيئة الحالية التراجع عن قرار انسحابها وتحملت مسؤولية مواصلة المشروع، أو في حال تم إسناد المهمة لهيئة تسييرية جديدة تملك الكفاءة والرؤية.

هذه الفترة الانتقالية قد تمنح الفرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي، وإطلاق مسار إصلاحي يبدأ من معالجة الملفات المالية، وصولًا إلى بناء فريق جديد بروح المنافسة والاستمرارية.

  1. الأولويات العاجلة: موارد مالية واستقرار إداري

من دون موارد مالية مستدامة، لن يكون لأي مشروع رياضي مستقبل. وهنا يجب على الإدارة الجديدة (أو العائدة) التحرك سريعًا لإيجاد حلول تمويلية، سواء عبر جذب مستثمرين، أو فتح شراكات ذكية مع مؤسسات اقتصادية، أو حتى تعبئة الجماهير لدعم الفريق ماديًا عبر مبادرات واضحة وشفافة.

إلى جانب ذلك، يمثل الاستقرار الإداري الركيزة الأساسية لإطلاق أي مشروع رياضي ناجح. فالفريق بحاجة لقيادة موحدة، تمتلك الرؤية والقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة، بعيدًا عن التجاذبات والمصالح الضيقة.

  1. إعادة بناء الفريق: مشروع يحتاج إلى وقت وثقة

لا بد من وضع خطة فنية واضحة تشمل انتدابات مدروسة، وتطوير للناشئين، مع المحافظة على بعض ركائز الفريق الحالية، لبناء نواة صلبة يمكن الاعتماد عليها لعدة مواسم. هذا يتطلب صبرًا من الجماهير، وثقة في المشروع، والأهم من ذلك، شفافية تامة من الإدارة في التواصل مع الشارع الرياضي.

 

هيكل دخيل رئيس الهيئة التسييرية للنادي الإفريقي

و رغم كل الألم، ما يزال في الأفق أمل. فالنادي الإفريقي، بتاريخيه العريق وقاعدته الجماهيرية الضخمة، لا يمكن أن يسقط بسهولة. لكن النجاة لن تكون ممكنة من دون قرارات جريئة، رؤية واضحة، وعمل جماعي صادق. الكرة الآن في ملعب المسؤولين، والجماهير تترقب.

وفي هذا السياق، أصدرت الهيئة المديرة للنادي الإفريقي بيانًا هامًا وجّهت فيه رسالة إلى الجماهير، كشفت فيه عن قرار جماعي بالاستقالة، وشرحت فيه تفاصيل المرحلة المقبلة، حيث جاء في نص البيان ما يلي:

                                                 

                                               بلاغ إلى جماهيرنا العزيزة

الحمد لله وحده، تبعًا لاجتماع أعضاء الهيئة المديرة للنادي الإفريقي بتاريخ 15 ماي 2025 بتونس العاصمة، وتبعًا لما وقع معاينته من ثلب وقدح وتهم باطلة في حق أعضاء الهيئة علاوة على استفحال التجاوزات اللفظية الخطيرة والمسّ من سمعتهم وأعراضهم وكرامتهم، ونظرًا لاستحالة مواصلة مهام الهيئة في ظروف عادية، خاصة أمام سوء النتائج الرياضية في آخر الموسم، وإيمانًا منا بأن إدارة النادي تكليف لا تشريف، وأن خدمة جماهيرنا لا تكون إلا برضاها، فإننا نعلمكم بموجب هذا البلاغ أنه تم إعلام هيئة الحكماء عبر مراسلة رسمية بتاريخ الجمعة 16 ماي 2025 بما يلي:

أولًا: استقالة الهيئة المديرة بكامل أعضائها انطلاقًا من تاريخ اجتماعها في 15 ماي 2025.
ثانيًا: إيداع طلب إذن على عريضة لدى رئاسة المحكمة الابتدائية بتونس لتعيين 03 خبراء عدليين تعهد لهم مهمة التدقيق في حسابات النادي بطلب من الهيئة المديرة بتاريخ 16 ماي 2025.
ثالثًا: مواصلة التسيير الإداري اليومي إلى حين انتخاب هيئة مديرة جديدة ضمانًا للاستحقاق الرياضي في مختلف الفروع.
رابعًا: طلب الدعوة لجلسة عامة انتخابية في أجل أقصاه 12 جوان 2025 طبقًا لمقتضيات القانون الأساسي للنادي.
خامسًا: نبقى على ذمة أي مترشح للرد على جميع الاستفسارات القانونية والمالية قبل موعد الجلسة العامة الانتخابية.
سادسًا: تم مد هيئة الحكماء بجرد لما يلي:

  • الأحكام الصادرة ضد النادي والتي حل أجلها مع بيان قيمة الدين، أطراف النزاع، محامي الطرفين.

  • المبالغ الواجب خلاصها لرفع المنع.

  • التواريخ المفصلية القادمة.

  • وعموما، بسط للوضعية المالية وجملة الديون المفصلة.

عاش النادي الإفريقي.

هذا البيان، رغم طابعه المؤلم، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تكون بداية لحل جذري، شرط أن تتوفر فيها الشفافية، الكفاءة، والدعم الحقيقي من كل محبي النادي، لأن الإفريقي لا يُبنى إلا بسواعد أبناءه، ولا ينهض إلا بعزيمة جماهيره.

 

 

عن Baha

شاهد أيضاً

سلوكيات النهائي وردات الفعل.

مكتب تونس        بقلم الصحفي عبد الرزاق مقطوف سلوكيات النهائي وردات الفعل تركت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *