أخبار عاجلة
الرئيسية / عالمية / المقاومة طوفان غير مسبوق.

المقاومة طوفان غير مسبوق.

موقع جريدة بالمرصاد نيوز الإلكترونية 

 بقلم : سعيدة مفرح

تحرير فلسطين ليس مجرد حلم مستحيل، ولا عنوان قصيدة أو خيال شاعر، بل هو واقع تأخر تحققه قليلا، أو ربما كثيرا. الزمن لا يقاس عندما يتعلق الأمر بتحرير الأوطان، بالسنوات بل اللحظات، وقد مر الشعب الفلسطيني بواقع الاحتلال في كل لحظاته منذ عام 1948 حتى الآن، لكنه لم ينس فلسطين أبدا، وطنا وحلما وقضية. لقد بقيت القضية الفلسطينية حية في نفوس الشعب الفلسطيني برواية مستمرة جيلا بعد جيل، وحربا بعد حرب وقصة بعد قصة، وغصة بعد غصة، وأغنية بعد أغنية، وقصيدة بعد قصيدة، ودعاء سرمديا في صلوات الليل والنهار، لكن المحتل خسر رهانه القديم الذي كان يتكئ على موت الكبار ونسيان الصغار. نعم.. لقد مات الكبار بعد أن زرعوا في نفوس صغارهم الإيمان بحتمية التحرير، وكبر الصغار ليقاوموا وينتفضوا مرة بعد أخرى، وإن كان الحجر وحده السلاح والوسيلة، وبقي الحلم مشتعلا بالنصر القادم بالضرورة ولو بعد حين. في عملية طوفان الأقصى الأخيرة، كان هناك واقع جديد قد تشكل رغم أنف المحللين العسكريين وأرقامهم وخرائطهم وجداول موازين القوى المفروشة أمامهم، ذلك أن الفلسطيني اعتاد أن يكون هو الاستثناء في كل واقع سياسي متخم بالخيبة والخذلان، وخصوصا بعد أن أصبح التطبيع العربي، بخطواته المتسارعة وعلنيته المفضوحة، مع الكيان الصهيوني أوسع رقعة وأقرب موعدا من أي ظرف سابق في المكان والزمان. لكن المطبعين قبل الصهاينة أصيبوا هذه المرة بخيبة أمل عظيمة وهم يرون الجيش الذي كانوا يريدون الاحتماء به من خوفهم القابع في نفوسهم السقيمة، ثمناً بخساً للتطبيع، وقد مزقته المقاومة بأسلحتها البسيطة أشلاء وفرقت جمعه وزرعت بين أفراده الخوف والقلق. ببساطة.. كشفت المقاومة الفلسطينية في غزة وبقية مدن فلسطين جيش الاحتلال على حقيقته التي اجتهد الصهاينة ومناصروهم من القريبين والبعيدين في إخفائها طويلا، بالتزييف والكذب والدعايات الأسطورية المستمرة. وربما لهذا كان حجم المفاجأة التي أصيب بها العالم كله، حتى من بين المناصرين للقضية الفلسطينية، عندما أصبحوا يوم السابع من أكتوبر الجاري على أخبار تدمير أسطورة الجيش الصهيوني وقتل وجرح وأسر كثير من أفراده ضخما. فبقدر التوقعات كانت المفاجأة العكسية. وهذا يعني مرة أخرى أن الفئة القليلة يمكن فعلا أن تنتصر على الفئة الكثيرة إن آمنت بحقها أولاً وأصرت على الحصول عليه بإرادة قوية وعزيمة لا تلين، والأرقام التي اضطر العدو لإعلانها أخيرا تفضح المستور من زيف الدعايات، فعدد القتلى غير مسبوق، وعدد الجرحى غير مسبوق، وعدد الأسرى غير مسبوق، وحجم الخسائر في الأسلحة والعتاد غير مسبوق، والروح المعنوية في انحدار عبرت عنه المشاهد والصور والكلمات في وسائل إعلام العدو نفسه. ولم يجد إعلام إصدقاء الصهاينة من المطبعين العرب سوى محاولات فاشلة لتجميل الهزيمة الصهيونية والادعاء أنها هزيمة مؤقتة وأن «إسرائيل» سترد بقوة هذه المرة. وكأن إسرائيل لم تفعل ذلك دائما أو أنها قد ادخرت قوتها يوما ما ضد الفلسطينيين العزل حتى بلا سبب مباشر! صحيح أن الصهاينة بمساعدة حلفائهم من قوى العالم الكبرى سيردون على مفاجأة غزة، كما اعتادوا وكما توعدوا، ولكن الفلسطيني يعرف هذا وجربه وعاشه لعقود طويلة، فقد تهدم بيته فوق رأسه واعتقل وتشرد واستشهد مرات ومرات قبل أن يعود كالعنقاء لذات الحلم بوطن حر اسمه فلسطين وعاصمته القدس. ولأنه يعرف الطريق جيدا فلن يهتم بما يحاك ضده من مؤامرات. المهم أنه سينتصر أخيرا.. فهو وعد الله، والفلسطيني مؤمن بهذا الوعد، ونحن أيضا مؤمنون!.

عن Baha

شاهد أيضاً

“الاتحاد العربي” يُبرم اتفاقية تعاون مشترك مع منظمة “الألكسو” …

متابعة الصحفي قيس بن مراد بحضور الدكتور رجاء الله السلمي الأمين العام للاتحاد العربي لكرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *