أخبار عاجلة
الرئيسية / نجوم وفنون / شكري مسعي : أنا أكتب القصيدة و قد سكنتني وعاشرت روحي وتماهت مع إحساسي المتدفّق ..

شكري مسعي : أنا أكتب القصيدة و قد سكنتني وعاشرت روحي وتماهت مع إحساسي المتدفّق ..

 

بقلم عائشة معتوق

مكتب قابس -موقع جريدة بالمرصاد نيوز

كتبت عائشة معتوق

ولعلّ الأنامل التي نسجت أشرعةً في وجه الرّيح مزّقت ذاك الصّمت في التنّور وسألت الضياء أن يعاشر الظلام ويرتّق مواسم الأوجاع و لعلّ تلك الأنامل أيضا رتبت حلم الصّغار حلم مريم في وطن شريد…تلك الأنامل غنّت في عزّ المواجع قصيدة فاستعارت من الشمس خيوطا لقبلتها ومن الفجر شامة للسكينة….أقتربُ اللّيلة من أعماق قلم شاعر تونسي أصيل الجنوب من مدينة قتلتها فواجع المناجم فأرسلت أناشيد الوجع إلى “الدّاموس” …شكري مسعي كاتب مسرحي وشاعر تونسي وناقد صدرت له دواوين : مواسم الوجع ” و ” ترانيم” و”أشرعة في وجه الرّيح” يرحل بين الشعر والمسرح وكأنّه يبحث عن صفصافة تشدّه الى ظلالها لكنّه يختار أن يكون قدّيس القصيدة فيتعبّد في محرابها…

شاعر تونسي ارتقى في كتابة الشعر الموزون و جعله نابضا بالموسيقى منسابا بيسر و سلاسة . شكري مسعي ظاهرة شعرية امتلكت أدوات الشعر من لغة جريئة خارجة عمّا ألفه القدماء من سياقات ، و معان جادّة رصينة ، و صور و أخيلة تجلي المعنى و تداعب وجدان المتلقّي ، و عروض سليمٍ سلس عذب

في هذا الحوار وبين ترانيم شدو الشعر تخفق روحنا بين السّطور لتسرق تحيّة شعريّة سامقة يُستحال فيها تنميق الكلام بل رتابة الايقاع تأخذنا إلى الترحيب بالشاعر التونسي الوطن شكري مسعي .

س/ الشاعر يجب أن يكون بارعا في إخراج خلجاته في قالب دلالي أخّاذ وصور بديعة تستوجب موقفا انفعاليّا وتجربة شعورية صادقة ليصير النصّ مؤثرا في نفس المتلقي. هل أنت تكتب القصيدة في هذه الحالة أم هي تكتبك؟

ج/ : حتّى يكون الشاعر شاعرا صادقا ينجح في إشراك الجمهور لحظات الجمال والفرح والمكابدة عليه أن يكون تلقائيا في نقل تجربته لكثير من العفوية والصدق ويجب أن يمتح كلّ أدواته التعبيرية من خلجان نفسه النابضة دون تكلّف أو اصطناع لأنّ القصيدة تعتمل في داخله كما تنمو الثمرة الصغيرة في هدوء و يقين ..أنا أكتب القصيدة و قد سكنتني وعاشرت روحي وتماهت مع إحساسي المتدفّق ..وقتها تتكونّ الصور الشعريّة ويولد ايقاع روحي يمنح النص نغميّة مشحونة بخلجات النفس ..القصيدة صديقتي التي تثق بي و أطمئنّ إليها في غير محاباة أو نفاق ..هي ترشدني حتّى أكتبها في وداعة وثقة ..

س/ كالمناديلِ البيضاءَ.. نلوّح بها عندما نكمل القصيدة فهل تفعل هذه الحركة وكأنّك أزحت جلمود صخر من أعلى الخلجات أم أنّك تعود إلى القصيدة لتسكنها ؟

ج/ : ليس هناك قصيد مكتمل أو مختوم بختم النهاية المطمئنّة في رأيي ، لا أومن بالنصّ الذي يطمئنّ كاتبه إلى ختمه بشكل يقيني ..القصيدة في نظري امرأة مغوية ..سرّ أسرار خلودها أنّها تجعلنا نعود إليها مرارا وتكرارا ..أنا أحيانا أكتب القصيد على مراحل وفي كلّ مرحلة هناك تسفار جديد .. هناك معانقة جديدة .. هناك لهفة جديدة .. أعود إليها لأطرق بابها وأحاورها وأعاشرها ليظلّ بريقها حيا ..وبعض القصائد تنبش في كياني طويلا حتى ترهقني ..

س/ وأنت تعوّدت حضور المهرجانات الشعريّة وارتياد دور نوادي الأدب لتدقّ على نواقيس القصيدة بلا روتوش هل تفضّل أن تنقل الدهشة إلى المتلقّي السامع عبر الميكروفون فتشدّه الى الإلقاء بصوت منغّم أم تنقل الدهشة الى المتلقي القارئ عبر قراءة السّطور؟

ج/ سؤال جيّد .. أنا أعتقد أنّ الجملة الشعريّة المقروءة من قبل المتلقّي تمنحه الجمال والانبهار أكثر من الجملة الشعرية المسموعة ..لأنّ المتلقّي القارئ قد يعيد قراءة المقطع الذي شدّه ذائفته وتماهي مع إحساسه ..على أنّي لا أنكر ما للجملة المسموعة التي يتلوها الشاعر بإلقاء مميّز تمنح المتلقي السامع إحساسا بالجمال أيضا .. وليس كلّ شاعر ملق قادر على شدّ الجمهور لأنّ الإلقاء وحده فنّ ..كثيرة هي الأمسيات التي يقرأ خلالها الشعراء والجمهور لا يسمع .. أولا ينصت .

س/ هل التصوير الفني شرط في الجودة الشعرية، أو أن جزالة الألفاظ قد تنوب عن التصوير والجماليات الأخرى في القصيدة؟

ج/ الشعر في حقيقته خليط من أمور كثيرة بالغة التداخل والتواشج والتعقيد، والزلل في شيء منها قد يردي بالشعر في مهاوي الرداءة والغثاثة، لذا ينبغي للشاعر أن يحرص على أن يخرج إبداعه في صورة مكتملة ما استطاع إلى ذلك سبيلا،

هناك معايير وضعها النقاد ليكون الشعر شعرا يحظى بمراتب الامتياز ..وقد حدد المرزوقي هذه المعايير في مقدمته على شرح الحماسة، وحصرها في سبعة عناصر؛ تشمل ما هو لفظي ومعنوي و ما هو تركيبي وإيقاعي وتخييلي، استقاها من تتبع آراء النقاد وأشعار الشعراء، وهي :    شرف المعنى وصحته،-    جزالة اللفظ واستقامته،- الإصابة في الوصف،-     المقاربة في التشبيه،-    التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن،-    مناسبة المستعار منه والمستعار له،-    مشاكلة اللفظ للمعنى وشدة اقتضائها للقافية حتى لا منافرة بينهما.ويعد التصوير الفني جانبا من جوانب الصياغة الجمالية المولدة للمعنى في العملية الإبداعية، إذ بواسطة التصوير يتم استنطاق المعاني الكامنة في الذهن وإخراجها إلى الواقع المادي في تعبير مميز، وإيحاء دلالي خاص يركن إلى جعـل ” الصورة المجازية تحل محلّ مجموعة من العبارات الحرفية..على أنّه لا مناص من الاعتراف بقيمة جزالة اللفظ و جمالية حضوره في النص ..لما يحقّقه من شرف للمعنى ..ألم يقل العرب القدامى « الفرزدق ينحت من صخر وجرير يغرف من بحر ..» فقد أصابوا الحقيقة لأن الشاعرين يقفان على طرفي نقيض من حيث رقة الصياغة وعذوبة اللفظ وجزالة الشعر.

س/ ما هي القصيدة التي تشعر أنها قريبة اليك فثملت من مزمار إيقاعها ورفعتكَ الى السّماء في لحظة سكينة ؟

ج/ هي قصيدة فراق التي كتبتها بعد وفاة أمّي و لم يشأ القدر أن أودّعها و لا أن أحضر موكب الدّفن ..فقد كنت مقيما بالمستشفى لعلاج ..هذه القصيدة كتبناها معا أنا و أمّي ..كانت هي تملي عليّ الكلمات من المكان الدافئ هناك حيث النور و السكينة .. و كنت أنا أنغّم الكلمات بايقاع وجداني الكئيب ..و هذه قطعة منها :

كان الفراق

و لم أكن أسرجت خيلي

كي أردّ الموت

عنك

اييه أمّي

مذ رحلت خيّم الحزن

و أذوى مهجتي

تهت يا أمّي

و أفناني العويل

***

كنتِ يا أمّاه خيمة

كنت عمرا فيه نحيا

كنت للأوجاع بلسم

كنت دفئا في شتاء

العمر يحوينا فننعم

ايه أمّي ضاع من

دربي السبيل

س/ متى يمكننا تصنيف الشاعر ووصفه بالاستثنائي حقيقة ،في زمن تباع فيه الألقاب فتتكدّس التسميات …نورّق الدواوين لكنّنا نفتقد روح شاعر تنضج قمح السنابل لفصل الحصاد ؟

ج/ الشعراء الاستثنائيون رحلوا مع الزمن الاستثنائي .. هذا رأيي .. وهناك من الشعراء اليوم – وهو كثيرون – من يستحقون لقب شعراء ..ومنهم من هو مغمور ولا يعرفه الناس .المشكلة أختي نور أنّ هذه الوسائط الرقمية والشبكات الاجتماعية و وسائل الاعلام غير المختصة في الأدب ولا تفهم روح الثقافة هي التي تنفخ في أرواح ميتة تريد أن تجعل منها أحياء ..كثيرون هم الذين يصدرون اليوم ما يسمّونه بالمجموعات الشعرية وهي ليست من الشعر في شيء ..تحدّثت عن روح الشاعر ..أين هي هذه الروح اليوم ؟ لقد غابت وغامت مع من رحلوا ..الساحة الأدبية والثقافية اليوم أصبحت تزخر بمن يكتبون .. ولا تزخر بالشعراء ..

س/ هل الشعر هو الكلام الموزون؟ أم الكلام المجنون المتمرد على القانون كما يقول نزار؟

ج/ لكلّ زمن متغيرات والشعر مرهون لهده المتغيرات ..لكن الشعر يظلّ كلاما موزونا .و ما يفرضه العصر اليوم لا يجب أن يسيء إلى عمود الشعر ولا إلى سلطانه .. وشعر التفعيلة اليوم أو قصيدة النثر أو ما يسمّى بقصيدة الومضة كلّها فرضتها متغيرات العصر والرغبة في ايجاد تلوينات في الكتابة وفتح نوافذ جديدة نطلّ منها على حياة مختلقة في الجملة الشعرية ..وفي الإبداع الشعري ..نزار رحمه الله عندما اعتبر الشعر كلاما مجنونا متمرّدا على القانون لم يخطئ لأنّ ما وسم شعر نزار هو الجنون الجميل والتمرّد على نواميس الكتابة دون الإساءة إليها .. والتمرّد على القوانين الوضعية ليرسي نوعا من التحرّر الذي رآه البعض إساءة ..

س/ متى تؤزّك شياطين الشعر أزّاً.. فتعزف على ربابات أوتار الحرف من فصل الى فصل فتلامس إلهامه وتعلن زجرا أن لا قِبل لك بالممانعة فتكتب ؟

ج/ هههه أنا لا أومن بشياطين الشعر ولا بأزّها ..و لا أقول إنّ لي شيطان شعر ..الشعر لا هويّة له و لا وطن ولا لغة ولا حدود و لاشياطين ..الشعر حالة خاصة .. حين أكتب شعرا لا أقبل أن يشاركنى أحد مساحة الورقة التى أكتب عليهاالورقة التى أتحرك عليها هى من الأملاك الخصوصية التى أمارس عليها سلطتى المطلقة وأحكم فيها وحدى. ..ولكن لحظة الكتابة عندي هي لحظة توحّد مع الكون و الناس والزمن .. والواقع الذي يؤزّني وليس الشاطين ..القصيدة التي تتمنّع عليّ هي حبيبتي التي أفنى فيها ..وأعيش مرتهنا بعشقها ..القصيدة لا يصنعها شيطان بل قلب نابض ..

س/ يرى البعض من الكتاب والنقاد أنّ حركة التطور الموسيقية للقصيدة العربية لم تقف عند حدود التحرر الجزئي من قيود القافية ، بل تخطتها إلى أبعد من ذلك ، فقد ظهرت محاولة جديدة وجادة في ميدان التجديد الموسيقى للشعر العربي عرفت ” بالشعر الحر ” وقد شكل هذا اللون الجديد من الشعر مدرسة شعرية جديدة من أشهر روّادها ( السياب والملائكي وأدونيس وفدوى طوقان …) إلا أنّ البعض كالشاعر حسن القاضي له راي يخالف حركة التحديث هذه فقد قال عن القصيدة ذات التفعيلة الحرّة : أساليب في التعبير مبهمة *** جوفاء خاوية من شدة السغب سمّوه حرًا وليست في ملامحه *** حريةٌ أو بيانُ الملهـم العـربِ يأخذنا الموقفان إلى طرح سؤال على شاعر وناقد وكاتب له من التضلّع في الأدب ما يغني القارئ بزاد من الثقافة ..أخي ورفيق القلم شكري مسعي هل تواكب هذ

س/ما تقييمك للحراك الأدبي في تونس أوّلا وهل هوّ نسيج يتواصل مع الحراك الأدبي في العالم العربي .

        ج/ تعيش تونس، بلاداً وعاصمة، خالاً من الحراك الثقافي بعد التحولات التي طرأت عليها عقب «ثورة الياسمين» وما اعقبها من أحداث ووقائع، سياسية وثقافية. .. أعتقد أنّ الحراك الأدبي في تونس اتّخذ أشكالا من الانفتاح و التحرّر من ربقة الرقابة و من تضييق الأفق و الضغوطات التي فرضتها السلطة أو النظام السابق خاصة ..أصبح المبدع يملك القدرة الواسعة على الكتابة و التعبير و النقد الصريح أعتقد أنّ الحراك الأدبي لم يغنم التميّز الجدير به بعد الثورة .ذلك أنّ هذا التحرّر أو حريّة الكتابة و دور الشبكات الاجتماعية التواصلية أفرز خليطا من الكتابات التي التقى فيها الغثّ بالسمين و الجيّد بالرديء وأصبح المشهد غائما و هذا الحراك في بعض أشكاله حاول أن يكون امتدادا للحراك الأدبي في العالم العربي ..على أنّ الابداع في تونس يبقى بكلّ صدق نموذجا للتجربة الإبداعية قياسا بما يصلنا من كتابات وافدة لا ترقى إلى مستـوى الأدبيـّة الحقيقية ..

س/ من ترانيم إلى مواسم الوجع…سفر عبر الحروف وجرار تملأها القصيدة .ترانيم يرتحل بها العندليب فتبكي الرّبابة على مواسم الوجع…عنوانان لديواني شكري مسعي لماذا تنتقل الترانيم الى مسحة الألم الشفيفة المصحوبة بالوجع؟

ج/ في ترانيم رمت أن أبني لي موطنا من البوح الصادق ..ينبغي أن أعترف أنّ تجربتي الأولى في الكتابة و خاصة في نصوص ديواني الأوّل ترانيم كانت تجربة شعرية تعتمد في الكثير من النصوص على الوجدان الصادق المفعم بالفكرة والفلسفة الخاصة بي كشاعريؤثث للنص عبارات وفضاءات ذات ايحاء موسيقي منسجم مع الخيال والمتخيّل والواقع القريب والبعيد. ولأنّ الشعر يوّلد (فالمفردة تولد المفردة أيضا) وتفقس مفردات ومفردات ويؤخذ من الصور الحياتية والذاكرة الانفعالية بما تحتوي من صراعات كبيرة ومعقّدة و التي نراها ونحسها يوميّا،و ما حكاية الوصول إلى مواسم الوجع إلا رحلة قلب تهشّم على صخور واقع ..هذا الواقع المرير الذي يسرق منّا حتّى أحلامنا ويصادرها ..هو وجع يتشرّب حقيقته من رداءة الموجود وثقل خفاياه ..

س/ “مريم تفتّش عن وطن ” سيميائية الشخصيات في هذه القصيدة بوظائفها وملامحها الداخلية والخارجية تظهر في مريم الطفلة الشخصيّة المحوريّة الناطقة بلسان ” الأنا” والحالمة بمفتاح للوطن . تظهر في مريم الصامدة، الصابرة، وهي في مواجهتها لمصيرها تبدو آملة حالمة …هل كتبت القصيدة من أحلام مريم مسعي أم من أحلام شكري ؟

ج/ شكرا سيدتي على هذه القراءة الفنيّة العميقة لقصيدة ” مريم تفتّش عن وطن “..كتيت هذه القصيدة من وحي حلم مشترك بيني و بين مريم ..عدت طفلا تقاسمت مع مريم حلمها .. مريم تفتّش عن وطن هي وجع و انتظار ..مريم هي كلّ طفل تونسي و عربيّ يبحث عن وطنه الضائع المفقود المسروق ..الجريح … هاتف في أعماق الوجود ..هي ابتسامة في ثغر كلّ طفل عربي ودمعة على خدّ كلّ امرأة سرقت منها ضحكتها .. هي نغمة ورعشة وتر في كفّ الوجود …القصيدة هي حقيقة وجدانية ..وجع و ألم و أمل و صوتربّما تجد مريم مفاتيح الوطن .. وربّما أجد أنا مفاتيح القصيد ..ربّما لا يبقى الحلم وعدا بالرجوع .. ربّما يلتقي حلم مريم وشكري ليتعانقا ..ليكونا حقيقة ..

س/ “أشرعة في وجة الرّيح ” هل هبّتْ الريحُ على هذا الديوان نائحةً أم أطلقت سربا من الزّغاريد ؟

ج/ غلبت على الأشرعة رياح الحزن فكانت في أغلبها نائحة مولولة ..إنّها وجع آخر .. معايشة للألم الانسانيّ المبرح ..رياح تطوّح بالنفس بين قمم المواجع و ذرى الآلام ..أغلبها رياح الحزن حتّى في الحديث عن الحبّ و المرأة و الوجود و الوطن .. بعض الزغاريد المكتومة المكبوتة تحاول أن تعبر بين طيات الأشرعة تغالب الرّيح و تبحث لها عن مكان في ظلّ الفرح ..

سيضحك عمري

و يخضلّ مثل المراعي

إذا داعبتها شفاه الرذاذ

سيضحك عمري

بحناء ناي قديم

بهمسة عشق قديم

ستشرق في القلب كل الأغاني

التي مزّقتها رياح الضياع

س/ إنّ للشعر رسالة سامية حين يتناول قضايا المجتمع .ما نصيب قضايا الأمة وهمومها من شعر ضيفنا الكريم شكري مسعي؟

ج/ قضايا الأمّة هي في جوهرها ترجمة لقضايا الذات و قضايا الوطن الصغير ..كثيرة هي القصائد التي نبشت في رحم الأمّة و تشرّبت قضاياها ..أراني مقصّرا أحيانا عندما ترتهن القصيدة بلحظة ساكنة في كمّ الذات ..أعني أنّني تمثّلت قضايا الأمّة من زاوية وجدانية لكنّها واقعيّة ..كلّ سطر في رحاب المنجم هو وده من أوجاع الأمّة ..هو كلمة في كيان القرية الموءودة هو جرح من جراح الأمّة .. كلّ حرف في جبين الأمّ الثكلى هو شرخ في روح الأمّة ..ليتنا نعرف كم يلزمنا من الوجع و الصبر لنكتب اسم الأمّة ..لنرسم وجه الأمّة ..

يا ابنة الوجع الصّموت

جرحُك النازفُ هذا عارُ محنتنا العليلة

ثوبُك المهتوكُ يروي خزيَ نومتنا الطويلة

صوتُك المخنوقُ يحكي بؤسَ نخوتنا الذليلة

س/ كلمة لا نريدها أن تكون أخيرة ، ولكن نريد أن نفتح بها أفقا لقادم الحوارات معك شاعرنا الراقي .؟

ج/ لا يكون الكلام أخيرا لأنه يبشّر ببدايات واعدة عند كلّ نهاية ولكن عندما يخطى المرء برفقة طيّبة في رحاب أدبي سامق يعرف فيه نفسه أكثر ويتعرّف إلى من يصنعون مجد الكلمة الراقية ويبنون صروح البهاء الأدبي وينشرون عبق المودّات الصافية الصادقة يصبح للكلام طعم الشهد ..شكرا بلا ضفاف لمجلّتكم الموقّرة ” بالمرصاد” وقد رصدتم جوانب مهمّة من تجربتي الإبداعية المتواضعة ..شكرا للقائمين عليها والعاملين على إضاءتها ..شكرا كبيرا للسيدة الفاضلة المبدعة عائشة معتوق على كلّ جهودها واقتدراها على مدّ جسر المحاورة الأدبية المثمرة ، وهذا ليس غريبا على مبدعة سامقة تنجح دوما في استقطاب الأقلام المضيئة .. سعدت كثيرا بوجودي معكم .وفّقكم الله ..

عن badreddine

شاهد أيضاً

في حفل جمعية أصدقاء الموسيقى : روائع و جواهر من الطرب الأصيل.

    الفنانة و قائدة الفرقة عائدة نياطي     الفنان أكرم بودية      …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *