من التراجع إلى التجديد: هل تنجح التلفزة التونسية في استعادة ثقة جمهورها؟”
Baha
22 ساعة مضت
نجوم و فنون
83 زيارة

شعار مؤسسة التلفزة التونسية

بالمرصاد نيوز – تونس

بقلم صحفية الموقع
شيماء اسماعيلي
في ظل المنافسة الشرسة التي تعرفها الساحة التلفزية التونسية، يبدو أن التلفزة الوطنية عازمة على استعادة مكانتها التاريخية كمنبر للدراما الأصيلة. فمع اقتراب شهر رمضان 2026، كشفت مصادر مطلعة أن المؤسسة تضع كامل طاقتها في إنتاج أعمال جديدة تمزج بين الجودة الفنية والاقتراب من واقع الجمهور التونسي، مع رؤية حديثة قادرة على المنافسة إقليمياً.
ولا تقتصر هذه الخطوة على استعداد موسمي فحسب، بل تُعد جزءاً من استراتيجية شاملة لإعادة بناء الثقة في الدراما الوطنية التي كانت عنواناً للجرأة والأصالة خلال السبعينيات والثمانينيات.
دراما تونسية تلامس الواقع
تركز التلفزة الوطنية هذا العام على ثلاثة أعمال درامية رئيسية، كل منها في عشر حلقات فقط، لضمان إيقاع سريع ومشوق يناسب ذوق المشاهد الرمضاني.
أول هذه الأعمال هو “الحق”، من إخراج وإنتاج أمنية النجار، ويتناول قضايا العدالة والحقوق الاجتماعية في المجتمع التونسي، مع تسليط الضوء على الصراعات الأسرية والقانونية. يُنتظر أن يكون هذا العمل محطة بارزة في مسيرة النجار بفضل جمعها بين ممثلين مخضرمين ووجوه شابة.
أما العمل الثاني “Mot de Passe” (كلمة السر)، فهو من إنتاج شاكر بوعجيلة بالتعاون مع مخرج تونسي مقيم بأوروبا، ويدور حول الجرائم الإلكترونية والأسرار الدولية، مستلهماً من تجارب المهاجرين التونسيين. هذا المسلسل يجمع بين التشويق والتكنولوجيا، ما يجعله قريباً من اهتمامات الشباب وروح المنصات الحديثة مثل نتفليكس.

العمل الثالث “المطبعة” للكاتب والمخرج مهدي الهميلي، يسلط الضوء على عالم الصحافة والإعلام في تونس بأسلوب ساخر وواقعي، متناولاً قضايا الفساد وحرية التعبير، في محاولة لقراءة المشهد الإعلامي الراهن بجرأة فنية.
كوميديا رمضانية بروح تونسية
لا تغيب الكوميديا عن المشهد، إذ تُعد سلاح التلفزة الأقوى لاستعادة البهجة الرمضانية. يجري التحضير لثلاث سيتكومات تونسية جديدة.
أولها “السكرتيرة” من تأليف وجيهة الجندوبي، وتدور أحداثه داخل مكتب حكومي يعج بالمواقف الساخرة من البيروقراطية.
أما السيتكوم الثاني، فتقوده سامية عمامي في عمل عائلي يجمع بين الطرافة والرسائل الاجتماعية، مستوحى من تجاربها اليومية.
ويأتي العمل الثالث من محمد علي الشريف، بمزيج من السخرية الاجتماعية والموسيقى، مستلهماً شخصيات من الحياة الشعبية التونسية.
ستُعرض هذه الأعمال على القناتين الوطنيتين الأولى والثانية، في محاولة لتوسيع قاعدة المشاهدين وإعادة الوهج إلى الإنتاج المحلي.
نحو استعادة الثقة والهوية
تسعى التلفزة التونسية من خلال هذه المشاريع إلى استعادة مكانتها الريادية في الساحة الإعلامية، وإعادة المشاهد التونسي إلى شاشته الوطنية عبر أعمال تعبّر عن هويته وواقعه.
رمضان 2026 قد يكون فعلاً موعداً لانطلاقة جديدة تؤكد أن الأصالة والجودة قادرتان على التفوق، مهما كانت المنافسة أو الميزانيات.