بقلم الصحفي عبد الرزاق مقطوف
مكتب تونس – موقع جريدة بالمرصاد نيوز الإلكترونية
كتب عبد الرزاق مقطوف
سأكون امينا في نقل ما سمعته اليوم من تلامذة احدى المدارس المرموقة بتونس العاصمة ’ سمعتهم يرددون: لا ستيلو لا كراسة من الدراسة مالا راحة. هذا شعار يلخص ما وصلت اليه المدرسة التونسية من علاقة بين المدرس والتلميذ وتحول هذا الفضاء المدرسي الى سجن رهيب بالنسبة للتلميذ. كنا ننهي عامنا الدراسي بصدق بأغنية اليك يا مدرستي تحية زكية وانت لنا صديقة مخلصة وفيه. أذكر في الستينات سي ببودربالة رحمه الله في مدرسة 3 اوت بجبل الجلود ’ كان يصيح كلما سمع جوابا صحيحا مرددا: – لله درك يا فتى وكان يقدم للمتفوق الحلوى التي كان يخفيها في خزانته ويشتريها من ماله الخاص.. كاد المعلم ان يكون رسولا… لماذا تحولت مدرستنا الى فضاء غير محمود.. لماذا لا يشعر ابناؤنا بالسعادة في مدارسنا هذا هو الشعور العام بدون فلسفة او بحث عن منطق المؤامرة. ونقول جازمين ان امورنا لن تتحسن طالما ان ابناءنا يشعرون بضيم من مدرستهم او مربيتهم الأولى وإذا ما أردنا الإصلاح فان الشروع في معالجة هذه المشكلة امر له أولوية قصوى حتى لا نقول شكر الله سعيكم. أقول لتلامذتنا او فلذات اكبادنا بان مدرستنا كانت جميلة وكنا نقضي فيها أحسن الفترات كنا نتبارى بأشعار امرؤ القيس وايليا أبو ماضي وجرير والفرزدق والمتنبي وأبو العتاهية فالمعري وخاصة هذا الأخير الذي حببت حيرته لنا الدرس فما الذي تغير وأنتم في عصر الإعلامية وما فتحته من قدرة على الإبحار. سؤال محير لابد من الإجابة وإيجاد الحلول قبل الغرق في زوارق الهجرة التي تقود تلامذتنا ورصيدنا نحو المجهول.