الرئيسية / جهات و حوادث مرور / تحليل ومعالجة موضوع إدماج الشباب في سوق الشغل في تونس.

تحليل ومعالجة موضوع إدماج الشباب في سوق الشغل في تونس.

مكتب صفاقس

بقلم الاستاذ جمال الشرفي

يمثل ملف إدماج الشباب في سوق الشغل في تونس قضية حساسة، خاصةً بالنسبة للطلاب الذين يسعون إلى دخول عالم العمل بعد انتهاء دراستهم. تتعدد الجوانب التي يجب تناولها في هذا الموضوع، وفيما يلي تحليل لأبرز النقاط المتعلقة به:
1. اندماج الطالب في العمل بعد الدراسة
يعتبر انتقال الطالب من الدراسة إلى سوق العمل تحديًا كبيرًا. يحتاج الشباب إلى برامج فعالة تدعمهم في تجاوز صعوبات الانتقال، مثل نقص الخبرة، أو غياب الفرص المناسبة لتخصصاتهم. يهدف القانون الحالي إلى تسهيل هذا الاندماج من خلال تشجيع الشركات على استقطاب الشباب المتخرجين.
2. كيفية الإدماج والتشجيع
تتمثل أبرز آليات التشجيع في توفير منح مالية وبرامج تدريبية تساهم في اكتساب الخبرة اللازمة. على سبيل المثال، تقدم الحكومة منحة شهرية بقيمة 200 دينار للطلاب المتخرجين الذين يتم إدماجهم في العمل، وهو إجراء مشجع يهدف إلى تقليل تكاليف التوظيف على المشغلين.
3. استغلال المنحة المخصصة للإدماج
بالرغم من وجود هذا الامتياز، يتعرض بعض الطلاب للاستغلال من قبل المشغلين. يتم تشغيلهم لفترة محددة (24 شهرًا كحد أقصى) وفقًا لشروط المنحة، دون أن يتم تثبيتهم في الوظائف بعد انتهاء هذه الفترة. ويستغل المشغلون القانون لاستبدالهم بطلاب جدد للاستفادة من نفس الامتياز.
4. التلاعب بالقانون والحلول المقترحة
من الضروري إعادة النظر في آليات تطبيق هذا القانون لضمان عدم استغلال الطلاب. يمكن اقتراح الإجراءات التالية:
– المراقبة والتدقيق : إنشاء لجنة رقابة لضمان التزام المشغلين بشروط تثبيت العاملين بعد انتهاء فترة المنحة.
– تحوير القانون : تعديل القانون ليشمل عقوبات واضحة ضد المشغلين الذين يسيئون استخدام هذا الامتياز.
– إجراءات الدعم طويل الأمد : توفير حوافز إضافية للمشغلين الذين يثبتون الشباب بشكل دائم.

خلاصة : يجب أن تكون التشريعات الداعمة للشباب وسيلة لتمكينهم من بناء مستقبلهم المهني، وليس أداة يستغلها بعض المشغلين لتحقيق مكاسب قصيرة الأمد. ومن خلال تعزيز الرقابة وإدخال تعديلات قانونية، يمكن تحقيق توازن بين مصالح الطلاب والمشغلين.

عن Baha

شاهد أيضاً

شواطئ صفاقس والزمن الجميل.

مدينة صفاقس بقلم الأستاذ جمال الشرفي في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، كانت مدينة صفاقس تتمتع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *