الأعمال الرمضانية في تونس : بين محدودية الإنتاج وصراع حول إفتكاك نسب المشاهدة.
Baha
مارس 17, 2025
نجوم و فنون
169 زيارة


مكتب المروج
بقلم الصحفية فاتن الحويمدي
مصالحة الجمهور مع التلفزيون شهر رمضان هو إعادة مصالحة الجمهور مع التلفزيون التونسي..إذ تستعيد التلفاز نوعا ما جمهورها التي خسرته منذ سنوات بسبب مواقع التواصل الإجتماعي و غياب الإنتاج التلفزيوني وطغيان سياسة الاعادة التي تثير الملل. – نسب المشاهدة فوق كل إعتبار فنسب المشاهدة هي الفيصل والحاكم..هي الناطق الأول في إنصاف عمل و التصريح بنجاحه أو إعلان فشله. منذ الحلقات الأولي لأي عمل رمضاني يصبح الشاغل الوحيد للمنتج هو نسب المشاهدة والتباهي بها وكأن العمل الرمضاني تتحدد قيمته بعدد متابعيه. تغيب التعليقات الفنية والتقنية وحتي الرسائل الإجتماعية والإنسانية التي يبثها عمل درامي ما بإعتبار أن الفن رسالة . منذ سنوات لم نعد نقيم العمل الدرامي أو الكوميدي تقيما فنيا صحيحا .لم نعد نركز على مضامين أو جودة الصورة لذلك العمل أو ذاك وإنما أصبح الشاغل الوحيد الكم على حساب الكيف كم مشاهد شاهد اليوم وكم مشاهد يا تري سيشاهد غدا هل سيحتل مسلسل الفتنة الذي يبث على قناة الحوار التونسي التي دأبت على إحتلال المراتب الأولي وهو مسلسل يعالج صراعا أسريا حول الميراث المرتبة الأولي؟ أم أن الجمهور هذه السنة سيتصالح مع الإعلام العمومي وسيحتل مسلسل الرافل الذي بث في النصف الأول من شهر رمضان والذي اختار تسليط الضوء على قصة حقيقية .أم أن قنوات أخري ستدخل على الخط و سيرفع اسمها في قائمة شركات صبر الآراء كأنه إعلان بالفوز على غرار قناة نسمة التي راهنت على سيتكوم صاحبك راجل و على مسلسل رقوج في جزئه الثاني. صراع من أجل الإفتكاك وكأنه صراع في حلبة سوق محدودة إنتاجيا ربما هذا الصراع يساهم في غض النظر عن قضايا هامة يجب تسليط الضوء عليها كرتابة القضايا المطروحه وهل بدأ المشاهد التونسي يمل من طرح نفس القضايا كالزطلة والخيانة و انهيار القيم في أغلب الأعمال او تشابه الطرح وغياب الإبداع و الحبكة الدرامية إضافة إلي تغيب الممثلين وأبناء المسرح على حساب طغيان الكرونيكور و الممثل الهاوي في الأعمال ما عدا بعض الوجوه كالممثلة القديرة مني نوردين وريم الرياحي ومهذب الرميلي … والأهم ماهي وضعية الفنان اليوم في تونس؟؟ سؤال يطرح بشدة حول ما مشروعية القول بنجاح عمل أو فشله؟ هل نسب المشاهدة كافية لقول أن عمل نجح وظروف كل عمل تختلف فلا يمكن مقارنة عمل بث بإمكانيات بسيطة بآخر روج له بصفحات مأجورة و بعمل إشهاري بحت .وهل يمكن الوثوق في شركات صبر الآراء التي أصبحت هي الأخري تعمل لصالح فلان.. وهل حقا أن المسلسل الذي لم يحقق نسب مشاهدة عالية هو مسلسل فاشل و ليس لكاتب السيناريو والمخرج الذي كتب و حضر وأعد ولكل ممثل أبدع وإرتجل مكان في ظل سوق إنتاجية تؤمن بالقوي كما وليس كيفا..تعترف فقط بنسب المشاهدة .سوق إنتاجية مبنية على مستشهرين غايتهم الوحيدة الربح إذا ما الحل لينجح عمل رمضاني فنيا وينصف جماهيريا؟