الرئيسية / صحة / “التدخين في المجتمعات: من الاكتشاف إلى الانتشار والتحديات الراهنة”.  

“التدخين في المجتمعات: من الاكتشاف إلى الانتشار والتحديات الراهنة”.  

 

مكتب تونس

 

بقلم الصحفي بدرالدين الجبنياني

 

كيف نقاوم آفة التدخين؟

إن التدخين أصبح من أهم المشكلات الصحية التي يعاني منها العالم أجمع، وكان اكتشاف التبغ في أواخر القرن الخامس عشر بمثابة بداية لانتشار هذه الآفة. فمنذ أن أتى كريستوف كولومب إلى أمريكا، بدأت ظاهرة التدخين تأخذ حيزًا أكبر في حياة الناس. ورغم انحصار التدخين في بداياته في أوساط محدودة، إلا أنه أصبح مع مرور الزمن عادة انتشرت بسرعة في جميع أنحاء العالم، حتى دخل إلى تونس في بداية القرن السابع عشر.

لكن للأسف، لم يتمكن العالم من اكتشاف الأضرار الكبيرة للتدخين على صحة الأفراد والمجتمعات إلا بعد فترة طويلة من انتشاره الواسع، وبعد أن تزايدت زراعة التبغ وصناعته وترويجه في معظم البلدان. وفي الوقت الذي انتشر فيه التدخين كالنار في الهشيم، أصبح لا يقتصر فقط على فئات محددة بل اجتاح جميع الأعمار، وبالأخص فئة الشباب في المدارس والمعاهد الثانوية.

الطرق الفعالة لمقاومة آفة التدخين:

  1. التوعية الإعلامية: تكثيف الحملات الإعلامية التي تستهدف جميع فئات المجتمع يعد من أهم الوسائل لمكافحة التدخين. يمكن تخصيص برامج إذاعية وتلفزيونية، وأيضًا منصات التواصل الاجتماعي لرفع الوعي حول أضرار التدخين وتأثيراته السلبية على الصحة.
  2. التثقيف الصحي في المدارس والمعاهد: من خلال نوادي الصحة في المؤسسات التعليمية، يمكن أن يتم توعية الطلاب بمخاطر التدخين منذ مرحلة مبكرة. النشاطات التحسيسية يمكن أن تتضمن محاضرات، ورش عمل، وعروض توعوية تشرح الأضرار الجسدية والنفسية لهذه العادة.
  3. دعم المدخنين للإقلاع عن التدخين: تقديم برامج دعم للأفراد الذين يعانون من الإدمان على التبغ يساعد في التخلص من هذه العادة. هذه البرامج قد تشمل جلسات استشارية، والعلاج ببدائل النيكوتين، بالإضافة إلى توفير بيئة محفزة وداعمة للإقلاع.
  4. زيادة الضرائب على منتجات التبغ: من الطرق الاقتصادية لمكافحة التدخين زيادة الضرائب على منتجات التبغ. إن زيادة الأسعار قد تساعد في تقليل استهلاك السجائر،
  5. خصوصًا لدى الفئات الأقل دخلًا والشباب.
  6. التشريعات والقوانين: إن تطبيق قوانين صارمة تمنع التدخين في الأماكن العامة، وكذلك فرض غرامات على المدخنين، من شأنه تقليل انتشار التدخين في الأماكن المغلقة وأمام الأجيال الشابة، مما يقلل من احتمالية تقليدهم لهذه العادة.
  7. تشجيع نمط حياة صحي: تبني أسلوب حياة صحي من خلال الرياضة والتغذية السليمة يعزز من قدرة الفرد على الإقلاع عن التدخين. المجتمع يجب أن يقدم الدعم للأفراد ليشعروا بأهمية تغيير نمط حياتهم بشكل جذري.
  8. دور الأسرة: للأسرة دور كبير في توجيه الأبناء والحفاظ عليهم من السلوكيات الضارة. ينبغي أن يكون الآباء قدوة حسنة في الابتعاد عن التدخين، وفتح حوار مع الأبناء حول مخاطر هذه الآفة وتأثيراتها المستقبلية.

ختامًا، إن التدخين ليس فقط مشكلة فردية، بل هو قضية صحية واجتماعية تمس المجتمع ككل. وفي ضوء هذه التحديات، يجب أن تتضافر جهود الجميع، بدءًا من الأسر وصولًا إلى الحكومات، من أجل مقاومة هذه الآفة الضارة، ومنح الأجيال القادمة حياة صحية خالية من التدخين

عن Baha

شاهد أيضاً

بلاغ من عمادة الأطباء حول تعليق العمل بالتعريفة الجديدة و العودة إلى العمل بالتعريقة القديمة.

في بلاغ لها نشرته أول أمس الثلاثاء 15 جانفي 2025 ، قررت عمادة الأطباء تعليق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *