الخطر الداهم في قلب المدينة العتيقة بصفاقس، مبانٍ متداعية تهدد الأرواح.
Baha
فبراير 17, 2025
صحة
243 زيارة
مكتب صفاقس
بقلم الأستاذ جمال الشرفي
في جولة استطلاعية داخل المدينة العتيقة بصفاقس، صُدمنا بمشهد مخيف يعكس الإهمال والتجاهل للمخاطر المحدقة بالمواطنين. أثناء المرور بنهج القائد، المتاخم لنهج الباي، استوقفنا مشهد لافتة تحذيرية تحمل عبارة: “خطر! ممنوع الاقتراب، بناية متداعية للسقوط”.

ورغم هذا التحذير، فإن الواقع أكثر خطورة مما توحي به الكلمات؛ إذ إن هذه البناية الآيلة للسقوط تعلو نهج القائد، وهو شارع يشهد حركة دؤوبة للزوار والمارة، فضلاً عن عربات النقل الخفيف “تيك توك”، التي تعتمد على هذا المسلك الحيوي.

مخاطر محدقة وأرواح مهددة
المثير للقلق أن تحت هذا المبنى المتهالك، توجد دكاكين تواصل نشاطها اليومي بشكل طبيعي، وكأن الخطر غير موجود، في حين أن أي انهيار مفاجئ قد يؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية. فالحي يكتظ بالحركة، ولا يبدو أن هناك أي تدخل جدي لمنع وقوع الكارثة قبل فوات الأوان.
أين الجهات المسؤولة؟

المشهد يطرح تساؤلات عديدة حول دور البلدية والجهات المختصة في صيانة المباني القديمة التي تهدد حياة المواطنين. كيف يمكن أن تبقى مثل هذه البنية التحتية الخطرة قائمة دون أي إجراءات وقائية؟ وأين المجتمع المدني والمنظمات المحلية من هذا التهديد الماثل أمام الجميع؟

الحلول الممكنة قبل وقوع الكارثة
لمعالجة هذه الأزمة، لا بد من تدخل عاجل عبر:
1. إجراء تقييم فوري لوضع المباني المتداعية داخل المدينة العتيقة، ووضع خطة إنقاذ واضحة.
2. إخلاء المناطق الخطرة ومنع المرور أسفل المباني الآيلة للسقوط تفادياً لأي كارثة.

3. ترميم المباني التاريخية بطريقة تحافظ على التراث وتضمن سلامة المارة.
4. تفعيل دور الرقابة البلدية من خلال متابعة أوضاع المباني المهجورة والقديمة.
إن المدينة العتيقة بصفاقس ليست مجرد أحياء سكنية، بل هي جزء من التراث الوطني الذي يجب الحفاظ عليه وصيانته بما يضمن أمن سكانها وزوارها. فهل تتحرك الجهات المعنية قبل أن نسمع عن كارثة جديدة في عناوين الأخبار؟