الرئيسية / نجوم و فنون / ” المسرح والفرق المسرحية بصفاقس: من العصور القديمة إلى اليوم”.

” المسرح والفرق المسرحية بصفاقس: من العصور القديمة إلى اليوم”.

 

بقلم الاستاذ جمال الشرفس

العصور القديمة

تعود أصول النشاط المسرحي في مدينة صفاقس إلى العصور القديمة، حيث كانت المنطقة جزءًا من الحضارة القرطاجية ثم الرومانية. كانت صفاقس، باعتبارها مدينة ساحلية قديمة، متأثرة بالتقاليد الثقافية الرومانية التي شملت المسرح. كانت المسرحيات تُقدّم غالبًا في الفضاءات المفتوحة مثل الساحات العامة أو المدرجات، على غرار المدن الرومانية الأخرى في شمال إفريقيا. تمثلت العروض في المسرحيات التراجيدية والكوميدية، وغالبًا ما كانت مرتبطة بالمناسبات الدينية والاحتفالات العامة.

فترة الحكم الإسلامي

خلال الفتح الإسلامي في القرن السابع، تأثرت صفاقس بالحضارة الإسلامية. رغم أن المسرح في شكله التقليدي الروماني قد تراجع في هذه الفترة، فإن الفنون الأدائية لم تختفِ تمامًا. ظهرت أشكال جديدة من التعبير الفني مثل القصص الشعبية والحكواتي، حيث يتم سرد القصص في الأسواق والميادين العامة.

فترة الاستعمار الفرنسي (1881-1956)

شهدت صفاقس، تحت الحكم الاستعماري الفرنسي، نهضة في الفنون المسرحية. تأثرت المدينة بالمسرح الأوروبي، وشهدت هذه الفترة تأسيس عدد من الفرق المسرحية، التي قدمت أعمالًا باللغتين الفرنسية والعربية. أبرز ما ميّز هذه الفترة هو ظهور المسرحيات ذات الطابع الوطني التي تناولت قضايا الهوية والمقاومة ضد الاستعمار.

بعد الاستقلال (1956 إلى 1980)

بعد الاستقلال، ازدهر المسرح في صفاقس وبدأت الفرق المسرحية المحلية في التطور. تأسست جمعيات مسرحية عدة مثل “جمعية المسرح الصفاقسي” التي عملت على نشر الوعي الثقافي من خلال العروض المسرحية. كان المسرح في هذه الفترة وسيلة للتعبير عن قضايا المجتمع المتغير، مثل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكانت العروض تتناول مواضيع متعلقة بالحياة اليومية والمشاكل الاجتماعية.

العصر الحديث (1980 إلى اليوم)

في العقود الأخيرة، استمرت الحركة المسرحية في صفاقس بالتطور. أصبحت المدينة مقرًا لمهرجانات مسرحية دورية مثل “مهرجان صفاقس للمسرح”، الذي يجذب فرقًا مسرحية محلية ودولية. تميّزت هذه الفترة بتطور المسرح التجريبي والمسرح الحديث الذي يمزج بين التقليدي والمعاصر. كما ظهرت فرق شبابية جديدة تسعى لتقديم أشكال مبتكرة من المسرح تعكس هموم الشباب وتطلعاتهم.

اليوم، يُعدّ المسرح في صفاقس جزءًا لا يتجزأ من الحياة الثقافية للمدينة، حيث تشهد العروض المسرحية إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، وتستمر الفرق المسرحية في تقديم عروض تمزج بين التراث والحداثة، مما يجعل المسرح فضاءً للإبداع والتفاعل الاجتماعي في المدينة.

 

ف

عن Baha

شاهد أيضاً

أماني السويسي بعمل غنائي درامي “سيبتك”.

       الفنانة أماني سويسي مكتب تونس صدرت أحدث أغاني الفنانة التونسية أماني السويسي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *