الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
مكتب صفاقس
بقلم الأستاذ جمال الشرفي
مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة مجددًا في 2025، تطرح توجهاته السياسية العديد من التساؤلات حول ملامح السياسة الدولية القادمة، لا سيما في ظل تصريحاته بالتركيز على الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، بما في ذلك الانسحاب من الحروب الدولية وعدم التدخل في الصراعات العالمية. تبدو هذه الاستراتيجية كأنها تنبئ بعصر جديد من الانعزالية الأمريكية، حيث ستسعى الولايات المتحدة إلى تخفيف التزاماتها الخارجية والتركيز على تنمية الاقتصاد الداخلي.
من جهة أخرى، تظهر في تصريحات ترامب إشارة واضحة إلى تطبيع العلاقات مع دول مثل روسيا، وهي خطوة قد تعيد تشكيل التحالفات الدولية وتؤثر على علاقات القوى العالمية. كما يشير إلى نيته دعم الديمقراطية في مناطق مختلفة من العالم، لا سيما في إفريقيا والشرق الأوسط، مما قد يضع دول المنطقة، بما فيها تونس، أمام فرص وتحديات جديدة.
بالنسبة لتونس، تظل التساؤلات قائمة حول مدى استعدادها للتعاطي مع هذه المتغيرات. قد تحمل هذه التحولات فرصًا لتعزيز الدعم الأمريكي لمشاريع التنمية والديمقراطية في البلاد، لكنها قد تضعف في الوقت ذاته الالتزام الأمريكي المباشر بالأمن الإقليمي، مما يجعل تونس في حاجة لتطوير استراتيجيات بديلة لمواجهة أي تداعيات محتملة.