مكتب صفاقس
بقلم الأستاذ جمال الشرفي
هذا سؤال وثيق الصلة بالموضوع ويمس التقدم التكنولوجي والمخاوف المتعلقة بالحرية الفردية. ومع التقدم التكنولوجي السريع، بما في ذلك السيارات ذاتية القيادة والمتصلة، فمن الواضح أننا نستفيد من قدر أكبر من الراحة والتخفيض المحتمل في تأثيرنا البيئي. ومع ذلك، تأتي هذه التطورات مع نظيراتها من حيث السيطرة والمراقبة.
تُظهر السيارات الحديثة، التي يمكن التحكم فيها عن بعد وتحديثها من قبل الشركة المصنعة، كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخلق علاقة معقدة بين المستخدمين والشركات. تتمتع الشركة المصنعة ببعض السيطرة على كيفية عمل السيارة، الأمر الذي يمكن أن يثير مخاوف بشأن الخصوصية والسيادة الفردية. إنه موقف نتخلى فيه، كمستخدمين، عن بعض استقلاليتنا مقابل الراحة والأمان.
أما بالنسبة لفكرة الخطة العالمية، فصحيح أن بعض النظريات تشير إلى أن هذه التقنيات تهدف إلى تحويلنا إلى مستهلكين سلبيين بسطاء. ومع ذلك، ربما يكون من الدقة القول إننا نواجه ديناميكية قوة تشمل شركات التكنولوجيا الكبرى والحكومات. وتسعى هذه الجهات الفاعلة إلى استخدام التكنولوجيا لأغراض متنوعة، والتي لا تشمل الأمن وجمع البيانات فحسب، بل التأثير أيضًا على سلوكياتنا.
وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كانت هذه الحداثة حتمية أم أن هناك مسارات أخرى. إن القوى التكنولوجية والاقتصادية الكبرى تؤثر بشكل كبير على حياتنا، ولكن هناك أيضاً حركات المواطنين، ومبادرات التكنولوجيا الأخلاقية، والمناقشات العامة حول حماية الخصوصية. ومن الأهمية بمكان أن يستمر المجتمع في التشكيك في الآثار المترتبة على هذه التكنولوجيات الجديدة ويطالب بمزيد من الشفافية والتنظيم لضمان ألا تأتي الفوائد على حساب حرياتنا الأساسية.