بالمرصاد نيوز أضواء على أهم الأنباء
مقالات مشابهة
بقلم الصجفي عبد الرزاق مقطوف
اعترف ان عنوان المقال هو محاكاة لرائعة الاديب الجزائري الطاهر وطار الذي عايش الثورة الجزائرية ثورة المليون ونصف الشهيد ورأى بأم عينه حالة أبناء الثوار والمأساة التي عرفوها خلال حكم الاستقلال حيث كان ابن الشهيد يلتجا للوالي الذي كانت اسرته متواطئة مع الاستعمار وباعت الأرض والوطن. والمقال هو تذكير بحلمة ابنة تومية نائبة الغلبة في المجلس التأسيسي واصرارها على بناء مقر يجتمع فيه الشهداء ليشاهدوا ما يحدث في بلد خاضوا من اجله اللهيب. لم يفهم الشهداء لماذا صار النهار في بلدهم يستغرق 23 ساعة فقط عوضا عن 24 ساعة وهي ساعة خصمت عنوة من جداول التونسي واهديت لصفوف الخبز امام المخابر التي صارت “تكعور وتمد للأعور”.
واستاء أصحاب المخابز من لهفة الكواشة على مصادرة قوت الشعب التونسي الذي لم يبق امامه سوى “الباقات” المدعم بينما استعصى على الغالبية احتساء قهوة الصباح “بالبريوش” المعتاد. واستغرب الشهداء في اجتماعهم الشهري غياب اللحم والموز عن موائد أهلهم بعد ما أدركوا ان الهندي صار مطلبا لمصانع العطور الباريسية وبالتالي فغيابه له ما يبرره وقد أصبح مصدرا للعملة الصعبة التي تحتاجها دولة الاستقلال. اما الشهيد شكري بلعيد فقد طالب بنقطة نظام معبرا عن استيائه من مواقف رفيقه الذي تمنى له نومة مريحة ثم راح ينسق مع المتهمين باغتياله. نقطة الضوء الوحيدة التي استحسنها الشهداء جميعا بعد مداخلة عصماء للشهيد والفقيد محمد البراهمي عن زهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي خفض الى أكثر من النصف من راتبه مستكثرا هذه الرواتب التي حددها مبارك ومرسي مذكرا با ن الشعب أولى بهذه الفوارق الضخمة.. ولم يفت سي محمد بلل الله ثراه الإشادة بزعيم مصر بعد قرار العفو عن أصحاب الراي ومن طالت عقوبتهم في حركة تخفف في الأخير كما لاحظ البراهمي عن ميزانية الدولة الذاهبة للعناية بالسجون والسجناء اليست المدارس والمستشفيات أولى بها. لله دركم أيها الشهداء ضحيتم من اجل هذا الوطن ولم تستريحوا حتى وأنتم في قبوركم جعلها الله قصورا من قصور الجنة وصدقت ابنة تومية التي فكرت في جمعكم حتى تكونوا نبراسا منيرا لهذه الدولة الفتية والتي لم تكبر على مر السنين ولا تزال تحبو في طور النمو.. ولهذا نرجوكم لا تعودوا هذا الأسبوع واعطونا مهلة أخرى نبني فيها الدولة التي نريد.
