أخبار عاجلة
الرئيسية / مجتمع / المساكنة والسكن ، والدلاّع بالموس

المساكنة والسكن ، والدلاّع بالموس

بقلم عزالدين الدخيلي

 

مكتب توس- موقع جريدة بالمرصاد يوز

متابعة عزالدين الدخيلي

هاو عاد فتكم بالحديث ، من وقت كنا صغار وحتى لتوّة تعلّمنا من كبارنا الله يرحم إللي توفى ويطول في عمر الحيّين ، حاجة إللي هي في الواقع أصبحت من العادات أو ربما من الثوابت عند التوانسة … التونسي كيف يمشي للسوق وقبل ما يشري شويّة غلّة ، على غرار المشماش والخوخ والعوينة و و و ، يلزم يمسّها ويجسها ويمرّسها ويتحسّسها وإذا ماهوش في نهار رمضان يتذوڤها ويتبننها ومن بعد يقرر باش يشريها ويدفع حقها ، بالطبيعة إذا جيبو يسمحلو وإمكانياته المادية تعطيه “الأوكي” (OK)… وهالأمر هذا ينسحب كذلك على جل أنواع الغلال بما في ذلك الدلاّع والبطّيخ إللّي مسموحلك باش تطبطب عليها وتعطيها كفوف وإذا عجباتك رنّتها تمر إلى المرحلة التالية والتي يعبر عنه بالفلاّڤي تونسي الفصيح البطّان” (من بَطّّ ،يبُطّ ،أي شقّ) أو “الطبعانوهي أن يعرض عليك البائع تذوقها قبل ما تشريها … فإذا أعجبتك الحلاوة والمنظر تشري وأنت مطمان !!! سامحوني كان طولت عليكم ،لكن حتى واحد فيكم ما سألني لواش تحكيلنا في هالخرافة وجابدلنا على حكاية “الذّوڤان” قبل “الشّريان” !؟ و”الڤارانتي” قبل “صويرداتي” !؟ في الحقيقة ، تفرجت صدفة في إحدى حوانيت الإفتاء والإزدراء الإعلامي في بلادنا (باش ما نڤولش حاجة أخرى)، يحكوا على زواج المساكنة … (وهو أمر انتشر في الآونة الأخيرة  و يقوم على علاقة زوجية كاملة من دون أي أوراق رسمية، حيث يعيش الطرفان في منزل واحد ويلتقيان في أوقات محددة، ويمكن بعدها أن يعود كل منهما ليبيت في منزل أهله.) إيي عاد جابوا كائنة غريبة كرونيكوزة ( أو لنقل كاراكوزة غ.ب) توڤف وتستواڤف وتفتيلكم بكل حماس وثقة في النفس بما يلي بقولها : “أنا مع المساكنة قبل الزواج.. كيما نعملوا ستاج في الخدمة ، نعملو ستاج قبل ما نعرّسو” !!! معناها حسب ما فهمت من هذه الجهبذة الهزبرة الأسدة الفحلوتة ، أنها حبت تڤوللكم يا توانسة يا مسلمين ، يا محافظين ، يا متخلقين ، المرأة قبل ما تعرس راهي كي كعبة الدلاّع ، مسموحلك قبل ما تشريها تطبطب عليها وإذا عجباتك رنّتها ونغمتها تنجم “تبطّها” وتذوقها قبل ومن بعد إذا شرهت عليها تشريها !!! أنا حبّيت نسأل “هالسلعة” : ياخي أنت تسمحي لروحك باش تكوني كي الدلاعة أو البطّيخة أو أي سلعة أخرى معروضة للبيع في السّوق يجسّوها ويمسّوها ويتحسسوها ويذوڤوها وإذا ما عجبتهمش في الزبلة يرموها !!!؟يا “مزمدام” ، راهي العفة والشرف والأخلاق والدّين والمجتمع المحافظ إللي عطاك موطئ قدم باش تعيشي فوق أرضه و تتقاسمي وتتنفسي الأكسيجين مع باقي أفراده ، ماهو كعبة دلاع بالموس ، ماهوش برج بطّيخ ذوق وقلّيعلى كل حال أنا ما نلومش عليك ، نلوم على إللّي مكنك من الفرصة و تواطأ معاك وحطلك في فمّك “ميكرو”(مصدح) تلعقين منه وعبره “حرّية التعبير” التي أصبحت في كوكب تونس كيما وادي مجردة وقت إللّي يفيض، يحمل كل شيئ في طريقه ولا يترك وراءه كان الميلوسي والطّين للعنكوش ! وحاشاها حرية التعبير الراقية المسؤولة والمتربية مهما كان لونها وشكلها ….

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *