بقلم الصحفية سامية الزواغي
موقع جريدة بالمرصاد نيوز الإلكترونية
استقطبت عروض مهرجان الملح الالاف من الجماهير التي واكبت على امتداد سهراته، تعبيرات مختلفة من الفن البديل بمقاربة اعادت ترتيب الثقافة باعتبارها خدمة عامة تنصهر في منظومة الحقوق والحريات .. نوار الملح ، اختصر المسافة بين الفنانين المبدعين من جهة والجماهير الشعبية من جانب آخر ، وحاز التميز بدفعه الفئات الاجتماعية الأقل حظا ومحدودة الدخل الى الصفوف الاولى بساحات العرض ليضع حدا لاحتكار الثقافة. لأول مرة تتفق الجماهير التواقة بشغف الى متابعة الأنشطة الثقافية وتتقاطع مع رؤية رسمها منظمو المهرجان ، ذلك إن وزارة الشؤون الاجتماعية منحت فئات واسعة من الشعب فرصة الحضور المجاني للعروض المنتقاة بعناية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي في تصريح اعلامي عن هذه الدورة التي استمرت 27/23 أوت ، لم يكن من اليسير تحضير برمجة ثرية كالتي شهدناها في المهرجان ، ويستدرك بالقول ، ” المستحيل ليس تونسي هنا نعمل في خدمة الفئات الاجتماعية بتوجيهات من رئيس الجمهورية قيس سعيد كما ان الثقافة يجب أن تكون في خدمة جميع التونسيين “. وأفاد الزاهي عقب اشرافه على حفل انتظم في اطار المهرجان بولاية توزر ، ان الاقبال فاق بكثير التوقعات ، معبرا عن تطلعه في ان تحقق الدورات المقبلة مزيدا من الإشعاع في كافة جهات البلاد. الدورة الأولى لنوار الملح التي جابت ولايات توزر والكاف والقيروان و تونس ، كسرت الطوق عن الأحياء غير المرسمة في خارطة الأنشطة الثقافية وزفت الفرح والفن الى تجمعات سكانية شعبية . وبينما حضي المهرجان في دورته الاولى بنجاح تنظيمي كبير إلا ان الرهان على تغيير الواقع الثقافي بالمناطق الشعبية يبقى الهدف الأسمى الذي كافح لاجله المنظمون ، وهو ما يتطلب التركيز على دعم الابداع والفن حتى يكون اداة لتحسين الاوضاع الاجتماعية.