بقلم عزالدين الدخيلي
مكتب تونس موقع -جريدة بالمرصادنيوز
متابعة عز الدبن الدخيلي
.. بقلم : عزالدين الدخيلي
تسمعوا بيه هاك المثل الشعبي التونسي إللي يڤول : كان ما عندكش نار، إشويلي حتّى ڤدّيدة ! هذا المثل فكرني فيه اليوم واحد من هاك المهاجرين إللي زحفوا على تونس بأعداد لافتة قادمين من جنوب الصحراء، وأصبحنا نراهم صباحا مساء وبعد المساء ويوم الأحد، نلتقيهم تقريبا في كل مكان، في الأنهج والحدائق والمطاعم و وسائل النقل وڤريب تحل السبالة يهبطولك مع “الكلكار“!!! عاد نرجعلكم للحبيّب إللي ريتو اليوم داخل قطار الضاحية الجنوبية للعاصمة ، شاب في مقتبل العمر أوصافه تذكرني بما قاله عادل إمام في إحدى مسرحياته: ضخم الجثة عريض “المنكعين” مفتوع الفتحات شنكول الحلقات مشرأب الفلنكات مشتَهِمّ الأبعاع… شلولخ… شاب يمتهن التسول بأسلوب فيه من الطرافة ما يلفت الإنتباه، يفاجئ هذا المتسول النّاسَ بصوته القويّ جدّا حتى يخيّل للسّامع من الوهلة الأولى انّ صاحبه “شاري عركة”، يقف أمامك ويحدثك بلهجة تونسية الدارجة الممزوجة بلكنة بلدان إفريقيا السمراء تدل أنه تعلمها حديثا!!! ولكن ما لفت انتباهي ليست عملية التسول في حد ذاتها لأننا تعودنا في كوكب تونس رؤية المتسولين من أبناء جلدتنا (أولاد بلادنا) وخبرنا لديهم جميع أساليب ومصطلحات التسول التي يعتمدونها، شيئ وحيد مضحك في مشهد اليوم… ولست وحدي من ابتسم لسماع هذا المهاجر الأجصي وهو يتسول ، إنّه يتدرج في تحديد المبلغ الذي يطلبه بقوله بصوت عال : سلام أليْكم… يرهَم والديكم… صدكة أيّشكم على رهمة والدييكم… أهطيني ميا (100) … أهطيني ميتين (200) … أهطيني هتّى أشرة لاف ( 10 آلاف) !!! … ضحكت كيف يجرأ هذا المتسول بطلب عشرة آلاف!! لست أشكك في كرم التونسي وإيثاره على نفسه ولو كانت به خصاصة ولكنني مقتنع في داخلي أن نسبة كبيرة جدا من عموم التوانسة في الظروف الإقتصادية والإجتماعية خصوصا ذوي المداخيل المحدودة غير قادرين على مساعدة هذا الشاب “الڤدع العزري الجبود” وتمكينه من 10 دينارات ضربة واحدة بل قل دينارا واحدا… وكيما ڤالت الهجّالة لما بكت أمامها ابنتها وڤالتلها يا أمّي خوذيلي راجل ! فأجابتها : نوحي بنيتي نوحي، ما لڤيتوش لروحي….