الرئيسية / نجوم وفنون / جليدي العوبني :اعتقد ان القصيدة الغنائية يجب ان تسدّ حاجة لدى المستمع فالمتعب القلق يجب ان يجد اغنية تعبر عنه و السعيد الراقص يجب ان يجد قصيدته

جليدي العوبني :اعتقد ان القصيدة الغنائية يجب ان تسدّ حاجة لدى المستمع فالمتعب القلق يجب ان يجد اغنية تعبر عنه و السعيد الراقص يجب ان يجد قصيدته

بقلم عائشة معتوق

مكتب تونس – موقع جريدة بالمرصاد نيوز

حاورته : عائشة معتوق.

 للشعر الغنائي اهمية كبيرة و مكانة أكبر في قلوب الكثيرين .. و الشعر الغنائي حكايات و مواقف و رحلة طويلة في عمق الذات و في وجدان الفنّان .. والشعرالغنائي في علاقة كبيرة مع الواقع المعيش من خلال وقع كلماته وموسيقاه داخل الروح ,. و اليوم احاور شاعرمن أعلام الشعر الغنائي في تونس شاعر غنّت له أجمل الأصوات التونسية العديدة… هو حوار في اللغة وبها مع شاعر خبر أهوال المخاطرة في جُب القصيدة، متشردًا بأناقة هنا وهناك في فلوات المعنى، صَاحَبَ فتنة اللغة الشعرية منذ عقود منتشيًا بالكلمة العميقة، منقبًا، جوالاً، منعزلاً، مندهشًا، منفجرًا، هادئًا، وديعًا، صاخبًا، ضاجًّا بالحياة، مشاكسًا، مستسلمًا لنداء الشعر وأقاصيه الرحبة والرحيبة المتيمة بسؤال المحبة والإنصات والتواضع هوشاعر تونس الكبير الجليدي العويني.

  س :من هو الجليدي العويني الشاعر والإنسان …؟

 ج : شاعر تونسي صدر لي : – ” الاغاني المنسيّةديوان شعري – ” آنا حزين شوي”. ديوان شعري – “سلطان حبك ” قصائد عشق لشعراء لهجة من القرنين 19 و20 تجميع و تحقيقيا سلاك الواحلين اشعار قلق التوانسة تجميع وتحقيق لي مدونة مؤلفات غنائية ثرية تعاملت فيها مع عديد الملحنين و المغنين التونسيين واشتهرت منها اغان عديدة . – حاصل على عدد من الجوائز وطنيّا وعربيّا كشاعر لهجة و كشاعر غنائي أسست منذ 2003 مجموعة موسيقيّة تختص في أداء أغاني شاركت في عديد التظاهرات والمهرجانات والسهرات العامّة منها مهرجان قرطاج دورة 2011 بعرض ” طبق الورد” – اصدرت للمجموعة شريطين غنائيين “بيّاع النوّار “في 2003 و “العشرة “في 2012 قرأ ت اشعاري على جل مسارح البلاد التونسية وفي عدد من البلدان العربية والاوروبيه. – شاركت وحاضرت في عدد من المناسبات الثقافية محلّيّا وعربيّا كشاعر وكباحث في الموروث الشفوي اعددت و قدمت برامج إذاعيّة تختص بشعر اللهجة وببقيّة تعبيرات التراث الشفوي منها “حديث المحافل والقوافل”، “ذاكرة الجماعة، حراس اللهجة”، ” وشمة“….. – نشرت عدّة مقالات بالصحف والدوريات حول شعر اللهجة استاذيّة في التاريخ والجغرافيا ماجستير في علوم التراث. مولود في 3 اكتوبر 1960 زوج واب لثلاثة ابناء..

 س : ماهو جديدك؟

 ج: اشتغل حاليا على اكثر من مشروع فني على مستوى الاغاني اعددنا اخيرا عددا من الاعمال : سلّم عاللعزيز كلماتي والحان يوسف الرياحي وغناء سارة النويوي روحت مرة لدارنا كلماتي ولحن واداء منير الزرقاني تأكدت ظنوني كلماتي والحان ميلاد ملكي وأداء كريمة بن عمارة غلطاتك كلماتي ولحن وأداء نافع العلاني الحانوت كلماتي والحان محمد علي بالشيخ واداء فؤاد بالشيخ اما في المنشورات فأنا بصدد إعداد ديوانا جديدا عنوانه : “آنا عاشق يا مولاتيواعداد كتاب عن الأشعارالشعبية النقابية عنوانه ” أشعار الشعب النقابي

س: كيف تقيّم اليوم القصيدة الغنائية وما هي المقاييس الفنيّة التي تجعلنا نقول هذي قصيدة غنائيّة ؟

ج:كانت القصيدة الغنائية تخضع لمقاييس الايقاع المضبوط و العبارات مشبعة الحروف و الابيات التي ترتبط في قفلة كل مقطع بمعنى مطلع الاغنية الذي تردده المجموعة عادة . هذه المقاييس تمّ تجاوزها أولا بتلحين القصائد النثرية ثمّ بما جاءت به الأنماط الموسيقية الوافدة ” rap ، slam ، ..” من حرية في بناء النص وتجاوز كل الضوابط المعتادة التي كانت تتقيد بها لجان التقييم ولذلك فقد صار اعطاء صفة الغنائية للقصيدة من مشمولات ملحنها لا من مشمولات قائلها.

 س:أصوات غنائية عربية تعاملت معها ؟

ج : تعاملت مع عدد من الفنانين التونانسة المنتشرين على المستوى العربي ، لطيفة ، صابر…ومع الفنان المصري عالي الحجار في جنيريك مسلسل ” غاليه” ومع الفنان الليبي الراحل محمد حسن في تلحين أغنيتين إحداهما للفنانة زينة التونسية ” من طيبتي ومن حني” و اخرى للفنانة الراحلة زهيرة سالم ” تناديك شمس العشية”. كما كانت لي تجربة في افتتاح احدى دورات مهرجان قرطاج بعمل عنوانه” سلام على الدرة الساطعة” تلحين عبد الرحمان العيادي واداء مشترك لكل من فلّة عبابسة ( الجزائر) نعيمة سميح ( المغرب) سالمين الزروق ( ليبيا) والفة بن رمضان ( تونس)

 س : ما ذا اعطاك الشعر الغنائي ؟

ج:إنتشار إسمي على صعوبته( ضاحكا) ، معرفتي لكل ارجاء تونس بمدنها وقراها ، سفري الى عديد البلدان ، الاقتراب من الموسيقى وأهلها و حضور نصوصي لدى الناس حيث يرددونه في مناسباتهم وجلساتهم.

س: قصيدة غنائية كتبتها تعتبرها عزيزة عليك كثيرا.

ج : ربما تكون ” آش جاب رجلي للمداين زحمةالتي لحنها وغناها الفنان عدنان الشواشي حيث عبّرت عن حالتي في البدايات كما مثّلت تأشيرة مرور حيث كانت القصيدة المتوجة في دورة مهرجان الاغنية التي وضعت فيها لأول مرة جائزة خاصة بالكلمات كما ان هذا النص ظل منتشرا الى اليوم بعد أكثر من خمسة وثلاثين سنة من صدوره.

 س : أمينة فاحت غنت قصيدتك “سلطان حبّك “وسمير العقربي غنى لك “أنا عاشق يا مولاتي” .. و الاغنياتان كان لهما حضور لافت في قلوب الناس .. هل ان القصيدة الغنائية تاخذ قوتها و رواجها من كلمات الشاعر أو من صوت المؤدّي ؟

 ج :الاغنية وحدة متكاملة بحيث يجب ايجاد اللحن المناسب و المنطلق من النغم الكامن في النص اولا ثم أن يتبنّى المغني كل المعاني والأحاسيس ويقدمها وكانها من اعماقه ليصدقها المستمع وطبعا هناك جوانب اخرى مثل قدرة المغني الصوتية وحضوره الاعلامي ومدى تقبله لدى الناس كما ان للحظ في بعض الاحيان دور في انتشار عمل ما وهو ما يجعل الرواج والانتشار وخاصة الديمومة على مدى سنوات طويلة مسألة معقدة.

 س : جربت كتابة القصيدة الغنائية الفصحى .. ما الفرق بينها و بين القصيدة الغنائية العامية ..؟

ج :فعلا لي عدد من الاعمال بالفصحى ولكني التزم تقريبا بنفس القواعد باعتبار أني لا اختار بين اللهجة والفصحى ولكني اشتغل على القصيد مثلما تأتي بدايته عفويا . احاول الالتزام بالإيقاع وتكثيف الأجراس ، استعمال المد و تقديم صور طريفة حتى لا أقول جديد.

س :هل القصيدة الغنائية قصيدة تجارية؟. كيف ترى انت هذه المسألة ؟

ج : اعتقد ان القصيدة الغنائية يجب ان تسدّ حاجة لدى المستمع فالمتعب القلق يجب ان يجد اغنية تعبر عنه و السعيد الراقص يجب ان يجد قصيدته و المحتج المتظاهر يجب ان يجد ما يردد و كذلك في كل حالات الانسان النفسية سواء كان على انفراد او في جماعة والكلمات التي لا تستجيب لحاجة اي مستمع او قلة فتتلاشى بطبعها ومتى كان لحنها ممتعا سيقوم الناس بتغيير الكلمات مثلما هو الحال في كثير من الاغاني التراثية التي تتغير فيها الكلمات حسب حاجة الناس وميولاتهم.

. س : درجة الوعي عند الشاعر بخطورة الانتساب بصدق للقصيدة، يجعله يتهيب للسفر في مجهولها. كيف يستطيع الشاعر أن يتّق شراسة المصافحة الأولى مع النص لحظة الكتابة؟

ج: والكتابة في الغالب رحلة معروفة الانطلاق مجهولة نقطة الوصول ومن تجربتي فإن اللحظة الأولى تسلمك مفتاحا ، فكرة ، خاطرة ..وربما بعض جمل ومن ثمة يبدأ الفرق بين الشاعر صاحب الباع والذراع والقدرة والمعرفة وبين القاصر ، فالشاعر المميز يغامر بالانطلاق الى صور ووضعيات ومعان أخرى متولّدة من معنى الانطلاق اما العاجز فيظل يدور في نفس المكان وان كان قادرا تقنيا على احترام الايقاع وايجاد المفردات والقوافي المطلوبة.

س: من الذي يكون ضيفًا على الآخر ؟ القصيدة أم الشاعر؟

ج: لا حساب ولا كلفة بين العشاق و الاجمل و الاعذب في اعتقادي ان تبدا القصيدة بالمراودة فذلك يعطي فيما ارى من الاول هو نصا افضل مما يفتكّه الشاعر بالمخاتلة.

س: هل تؤمن بأن الشعر قادر على تغيير العالم إلى ما هو أنقى وأصفى في ظل السلم والسلام بعيدًا عن الحروب وقتل الأبرياء ؟

 ج: انحبْ انغنّي انحبْ نقولْ في هالدّنيا عرض وطولْ انحبْ انفوت حدود الصوت وصوت الناس يعاود صوتي اتـّبـّعني شوارع وبيوتْ انحب نأجّل ساعة موتي بكلمة منّك ولاّ منّي انحبْ انغنّي نحبْ نْكونْ وْحيدْ اللـّون ولون الدنيا يلبس لوني نحب نعاود نبني الكون كِيما يصّورهولي جنوني كِيما يخترلي في ظنّي نحب نغنّي .

س : كثيرون كتبوا الشّعر ونظموا القوافي، لكن هذا ليس بأمر كافٍ لولادة شاعر، من هو الشّاعر برأيك؟

ج : يحتاج أي شعب لكثير من الشعراء والتاريخ يبين أن كل مرحلة من مراحله بزمانها ومكانها المحددين تبقي على أسماء شعرية قليلة ” أمّا الزبد فيذهب جفاء” و الشاعر الحقيقي لا يشتري هذه المهمة بل تكلفه بها طاقة خفية فيه تجعله قادرا على تجميع مشاعر المحيطين به والتعبير عنها بما يستسيغونه ولا يستطيعونه حتى يكاد كل واحد منهم يعتقد انه القائل لا المتلقي.. الشاعر صاحب جهاز استقبال عالي الحساسية و صاحب نظرة تتفطن الى الاشياء البسيطة وصاحب ادوات قادرة على صياغة كل ذلك في نسيج المجتمع مغر وسحري.

س: لكل شاعر طقوسه الخاصة يمارسها أثناء كتابته القصيدة فما هي هذه الطقوس التي تمارسها أنت…؟

ج: عادة اكتب ليلا منفردا وفي المطبخ وعلى مراحل وكلها طقوس جميلة عدى طقس واحد يزعجني ولم استطع التخلص منه وهو التدخين مع الكتاب

س : يتميز شعرك بالعمق والإيحاء والجمال ، ما هي مصادر إلهامك الشعري …؟

 ج: هذا لطف منك و يسعدني انطباعك هذا ، اما عن المصادر فأنا مطلع على مدونة شعر اللهجة التونسي بقديمه وحديثه ، معاشر لشعراء الفصحى من خلال دواوينهم ، صديق لكثير من الموسيقيين والرسامين والروائين ..كل ما اتحصل عليه من ذلك الاطلاع وتلك المعاشرة والمجالسة مؤثر ومثير بطبيعة الحال فيما ولما اكتب مع سمة صدق ومشاعر حب ومتعة ترافقني كلما جلست الى الورقة

 س : هل برأيك إن الشعر اليوم يحاكي الواقع ويتطرق إلى حلول لهذا الواقع …‍‍‍؟

ج: لست ادري ان كان الشاعر مطالبا بالحلول فهو يقدم احاسيس لا افكارا ربما يكون منبها منذرا مستشرفا منددا غاضبا متمردا في احيان كثيرة واعتقد ان الشاعر لا يحاكي الواقع بمعنى النسخ ولكن يقترح كيف يكون الواقع افضل

 . س : ماهي أحب أوقات الكتابة لديك ، وما مدى تأثير الليل على الشعراء .

ج : اي يعجبني ويعبر عني بيت شعري للشاعر الشعبي التونسي محمد الصغير الساسي يقول فيه: اللّيلْ ليَّ وانا لليل واللّيل يواتيني لا نقْلق من سهر اللّيل ولا تاخذني عيني.

عن badreddine

شاهد أيضاً

تستور:مهرجان عيد الرمان مايو بمبادرة من PAMPAT وبالشراكة مع جمعية مهرجان AFG للرمان والمؤسسات الإقليمية ذات الصلة وخاصة وزارات الفلاحة و السياحة والشؤون الثقافية.

    متابعة الصحفي منصف كريمي  تنتظم اليوم 11 ماي الجاري بمدينة تستور بولاية باجة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *