أخبار عاجلة
الرئيسية / مجتمع / لماذا يسافر العرب الى تركيا ؟

لماذا يسافر العرب الى تركيا ؟

بقلم الصجفي عبد الرزاق مقطوف
موقع جريدة بالمرصاد نيوز الإلكترونية
هذا ما دونه يوسف الدموكي في العربي الجديد عن تنامي العنصرية ضد العرب وتعالي هؤلاء العثمانيين المتباكين على دخول الى أوروبا والقطع الكامل مع جيرانهم العرب هذا الراس التركي الذي يرددها الأوروبيون يتعالى وقدميه في العمل فلماذا يسافر العربي الى تركيا وما الذي يجمعنا معهم وقد عرفنا معهم “الخازوق التركي” لا غير ويقول كاتب المقال بعد شهادات عن تعالي اغبياء تركيا : لا أعلم عدد المقالات التي كتبتها آخر شهرين عن العنصرية المتأجّجة في تركيا، لكنها أكثر من الطبيعيّ على كلّ حال، ككثرة الحوادث التي نتعرّض لها هذه الأيام، كخطاب الكراهية الذي يتفننون في ممارسته يومًا بعد يوم، حيث يُدهشك العنصريون من الأتراك بنظريّاتهم ومبرّراتهم، مرةً لأنك لست آدميًّا، بل من مخلوقات أخرى تشبه البشر، لكن لوزتهم الدماغية أقلّ حجمًا، وتارةً لأنك عربيٌّ ثريّ،ٌ فحلالٌ عليهم أموالك، وتارةً لأنك غزو يحتل بلادهم. قال صديقي المقرّب: إن كان الوضع كذلك، فلماذا أنفقت تركيا كلّ هذه الأموال على إنشاء المطار الجديد، بينما هي لا تريد “غرباء” أصلًا؟ قبل أيام قليلة تُوفّي سائح مغربيّ، بعد ارتطام رأسه بالرصيف بقوّة، بعدما أوصله سائق تركي “لمسافة قصيرة”، لم تعجبه. ومع أنّ المواطن المغربي دفع ثمنها، وليس للسائق حق رفضها أو التدخل في ذلك، ومع ذلك اعتدى الأخير على صديقنا الخمسينيّ، رحمه الله، وطرحه أرضًا، ففارق الحياة. نتجوّل في الشوارع بينما ترمقنا النظرات بعيون تملأها الفوقية والشوفينية، ينظرون إلينا بقرف، كأنهم يرون لأوّل مرّة صناديق قمامة تمشي على رجلين، يسألون: “لماذا لا تذهبون إلى بلادكم؟ عودوا من حيث أتيتم”! يُراودني الحنين إلى ذلك اليوم، الذي ربّما تُستجاب فيه رغباتهم، ونختفي بالفعل من هنا، بناءً على طلب بعض العنصريين من الأتراك، فماذا سيحدث للبلاد حينها؟ ليس المقال اقتصاديًّا لأتحدث عن أرقام مهمة تشرح أنّ استثمارات العرب في تركيا في القطاع العقاري مثلاً، قد تصل إلى ربع الإجمالي، ولا أنّ حجم التداول التجاري يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وهذا دون ما ينفقه السياح العرب هنا في تركيا. وفي ما يخصّ الأخير، تستطيع أن ترى بنفسك الوجود الكثيف لهم في أيّ مكان، في المحلات التجارية، مراكز التسوّق، المطاعم، المقاهي، الفنادق، الكرام الذين ينفقون ببذخ، والمبذرون المصابون بشراهة التملّك، والتنافس في “التفييس” خلال العطلات. محاسب المقهى التركيّ الذي يتأفّف من الأصوات المتعالية بلغة لا يفهمها، وركاب “المتروبوص” الذين يطلبون من أسرة عربية التحدّث بصمت، وموظفو “الأمنيّات” الذين يتعامل بعضهم بتعجرف مع العرب الذين يقدّمون (بأموالهم) على أيّ نوع من الإقامة، ونادلو المطاعم الذين يتابع بعضهم العرب وهم يأكلون (بنظرات قرف)، ويتعجبون هل يستخدم هؤلاء الملاعق؟ كما سألني هذا السؤال زميل في السكن الجامعيّ: “هل عندكم ملاعق في بلادكم؟”. ينظرون إلينا بقرف، كأنهم يرون لأوّل مرّة صناديق قمامة تمشي على رجلين، يسألون: “لماذا لا تذهبون إلى بلادكم؟ عودوا من حيث أتيتم”! وأيضاً، سائقو التاكسي الذين يطوف بعضهم بالوجهة سبع مرّات حتى يتقاضوا أضعاف ما يستحقون، والعوام في الشوارع، والموظفون في البنوك، وغيرهم، هؤلاء جميعًا هم الخاسر الأكبر إن اختفى العرب فجأة؛ لأنهم بلا مبالغة عصب من أعصاب الاقتصاد التركي، وعنصر أساسيّ في السياحة والعقارات والتجارة وحركة البيع والشراء، فمتى ألغيتهم، في بلد تُنازع عملته مع دولار يساوي 27 ليرة، فإنك تُنذر بتدهورٍ سريع، أو سقوط حر. لا أعلم فيمَ يفكر المسؤولون في تركيا وهم لا يسنّون القوانين أو التشريعات التي تجرّم العنصرية، ولا يواجهون خطاب الكراهية الأسود الذي تفوح رائحته في كلّ أرجاء البلاد بأيّ شكل رادع، بل ويسمحون بمساحات هائلة لممارسة ذلك الجنون، ويختارون أن يواجهوه، ربّما بخطاب مقابل على استحياء حفظًا لماء الوجه أمام العالم، ولا يدركون حجم الكارثة إذا ما قرّرت الشعوب العربية مقاطعتهم كردّ فعل على ما يراه أبناء جلدتهم من اضطهاد وتمييز عرقي هناك. ماذا لو اختفى العرب فجأةً من تركيا؟ سؤال ربما يعرف الأتراك نتيجته وينكرونها، لكن الحقيقة أنّ الجواب ساعتها سيكون أسوأ بكثير من أسوأ خيالاتهم، حين ينعكس على شوارعهم الفارغة من العرب “المزعجين”، وسيتمنّون لو عاد هؤلاء “المزعجون” إلى حياتهم مجددًا. انزعوا تركيا من حساباتكم وزوروا بلدان عربية تحترمكم وهي جزء منكم واتركوا الاتراك يبكون لدخول باب لن يفتح في وجوههم ابدا.

عن Baha

شاهد أيضاً

وفاة المغفور له بإذن الله  والد اللاعب عبد الرؤف كرومة بنوبة قلبية و هو يتابع ابنه في المباراة على مدرجات القاعة المغطاة بسيدي بوسعيد

      واقعة أليمة جدت ليلة أمس الأربعاء 27 مارس 2024 بالقاعة المغطاة بسيدي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *