مكتب تونس
بقلم الصحفي بدرالدين الجبنياني
و صحفية الموقع شيماء اسماعيلي
شهدت منطقة المزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد حادثاً مأساوياً، ظهر اليوم، تمثّل في انهيار جزء من سور المعهد الثانوي بالجهة، ما أدى إلى وفاة ثلاثة تلاميذ في الأقسام النهائية تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً، إضافة إلى إصابة تلميذين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وقد تم إسعاف المصابين في مرحلة أولى بالمستشفى المحلي بالمزونة، قبل أن يتم تحويلهما لاحقاً إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد، ثم إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، حيث وُصفت حالتهما بالمستقرة، وفق ما أكده المدير الجهوي للحماية المدنية.
هذا وتسبب الحادث في موجة من الغضب والحزن في صفوف الأهالي، الذين تجمعوا أمام المستشفى المحلي أثناء إخراج جثامين الضحايا وسط أجواء من الأسى العميق. كما اندلعت احتجاجات في المعتمدية، شملت غلق طرقات وعدداً من المؤسسات التربوية، إلى جانب تعليق الدروس في كافة المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بدعوة من الفرع الجهوي للتعليم الثانوي والتربية البدنية.
شهود عيان من سكان المنطقة أكدوا أن السور المنهار كان في حالة تدهور واضحة، وقد سبق أن نُبّه إلى خطورته في أكثر من مناسبة دون أن يتم التدخل لإصلاحه. وقد طالب الأهالي النيابة العمومية بفتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات، معتبرين أن ما حصل ليس مجرد حادث عرضي، بل تقصير جسيم في حق التلاميذ، يجب أن يُحاسب عليه كل من تسبب فيه.
كما جدّد المحتجون دعوتهم لتركيز إدارة جهوية فاعلة قادرة على تلبية الحاجيات الأساسية للمنطقة، التي ما تزال تعاني من غياب البنية التحتية والسلامة في مؤسساتها التربوية.