بنزرت، في فضاء البوليفار : أمسية للحديث عن مسرح المساجين. من خلال تجربة استاذ المسرح الزواوي أمين…
Baha
ديسمبر 14, 2024
نجوم و فنون
78 زيارة
مكتب بنزرت
بقلم الإعلامي الحبيب العربي
أمسية رائقة ومثيرة ثم مفيدة تلك التي حضرناها عشية الخميس الماضي في فضاء البوليفار للمسرح ببنزرت تحت عنوان “لمّة البوليفار”..
اللمّه خصّصها منظمها الممثل وأستاذ المسرح أوس ابراهيم للحديث عن المسرح، بل للحديث عن تجربة “مسرح السجون” لصديقه ورفيق دربه في مسرح الهواية سابقا، أستاذ المسرح حاليا، الممثل والمخرج الكبير محمد أمين الزواوي..
مسرح السجون يعني الإنتاج المسرحي الذي أشرف عليه وأطّره امين الزواوي تكوينا وتعليما للنزلاء المساجين في مادة التمثيل حتى كانت مشاركاتهم في اعمال مسرحية هي على النحو التالي :
* مسرحية “وجيعة”، إنتاج 2017، وقد تم تقديمها يوم 10 ديسمبر 2017 بفضاء التياترو..
* مسرحية “الدبّو” لسنة 2018..
* مسرحية “جوجمة حِس” لسنة 2019..
* ثم مسرحية “كلكم ريتشارد” لسنة 2020/2021..
هذه الأعمال الأربعة، هي الأولى من نوعها في بلادنا كأعمال مسرحية متكاملة، قد شاركت في دورات أربع لأيام قرطاج المسرحية ونالت ما نالته من جوافز وعناوين تحفيزية كالتشجيع والتنويه وما إلى ذلك في مستويات التمثيل والنص والإخراج والعمل المتكامل..
الإنتاجات كانت فرصة اكتشفنا من خلالها طاقة رهيبة لدى أمين الزواوي في الإخراج وفي “صنع” ممثلين من بين أناس مساجين يعيشون محنة الحرمان من الحرية بسبب اخطاء ارتكبوها في حياتهم اليومية..

هؤلاء هم ممثلون مبتدئون قادهم المخرج إلى أن يؤدوا ادوارا ارتقت إلى مستوى عروض أمام الجمهور والنقاد في اضخم تظاهرة مسرحية في تونس..
وبقدر ما هي التجربة جميلة ومشرفة جدا للمخرج بالأساس بقدر ما خلّفت في نفسه بعض الحسرة لكونها لم تبق على
الخط الذي رُسِم لها عند البداية وهو ما جعل أمين الزواوي يتخلّى عنها إراديا لكونها اكتست بًعدا سياسيا هو غير معنيّ به..
هذا أهم ما قاله محمد أمين الزواوي في حديثه عن تجربته ذاكرا أن المندوب الجهوي للثقافة السابق مراد عماره هو اول من آمن معه بالفكرة وكان اكثر من سهّل له إجراءات الدخول للسجن مضيفا أن بعض زملائه في جهات أخرى من البلاد قاموا بنفس تجربته مع سجون مناطقهم..
أمين الزواوي قال أيضا أنه يشكر إدارة سجن برج الرومي الذي احتضن التجربة وأن له مع السجناء وأهاليهم وأهالي بعض ضحاياهم كذلك نوادر وأحداث بقيت راسخة بذاكرته..

وبعد كل ما تقدّم بشأن هذه التجربة الرائدة في شكل آخر من أشكال المسرح، مرّ الحاضرون للنقاش ولطرح التساؤلات فتم ذكر ما لم يذكره امين الزواوي وقد حزّ في نفسه في بعض دورات أيام قرطاج المسرحية التي شارك فيها سجن برج الرومي بانتاجه، وقد كنا شاهدين على ذلك، حين قامت وزارة العدل بتكريم بعض ضباطها ومسؤوليها الإداريين في السجن وفي الوزارة وسهت عن ذكر وتكريم صاحب النص والإخرج محمد امين الزواوي الذي لولاه ما كانت هناك مشاركات لوزارة العدل ولسجنها في أيام قرطاج المعنية..
الحاضرون تأسفوا لقرار أمين الزواوي بإيقاف التجربة ودعوه إلى مواصلتها إن تجددت له الدعوة في ذلك كما ثمّنوا كل ما قدّمة الزواوي للمسرح في بنزرت خاصة وللوطن عامة من خلال مساهماته سواء كممثل أو كمخرج في مختلف المحطات التي مرّ بها معتبرين إياه رمزا للمسرحيين الشبان في بلادنا ومعتزين به لكونه ابن بنزرت بالأساس وابن مسرح الهواية بمدينتي بنزرت ومنزل عبد الرحمان..