

مكتب صفاقس
ذ

بقلم محمد جمال الشرفي
في ظل الأزمات الاقتصادية والتقلبات السوقية، يطفو على السطح ملف الاحتكار والتخزين اللوجستي كأداة يُساء استخدامها أحياناً لتوجيه السوق والسيطرة على الأسعار. تتداخل المفاهيم بين الاحتكار كظاهرة اقتصادية والتخزين اللوجستي كجزء من استراتيجيات إدارة المخزون، مما يتطلب دراسة وتحليل هذا الملف لتوضيح الفروقات وكيفية التعامل معه قانونياً وسياسياً.
مفهوم الاحتكار:
الاحتكار هو سيطرة جهة أو مجموعة محددة على إنتاج أو توزيع سلعة معينة، ما يمنحها القدرة على التحكم بالأسعار والعرض وفقاً لمصالحها الخاصة. وقد يُعد الاحتكار قانونياً إذا جاء نتيجة لابتكار أو امتياز قانوني، ولكنه يصبح غير قانوني عندما يُستخدم للسيطرة على السوق وإقصاء المنافسين.
مفهوم التخزين اللوجستي:
التخزين اللوجستي هو عملية تخزين السلع والبضائع بشكل منظم بهدف إدارة العرض والطلب وتلبية احتياجات السوق. وقد يُساء استخدام هذا المفهوم في أوقات الأزمات للتأثير على الأسعار وخلق ندرة مفتعلة في السوق.
التعامل القانوني مع هذا الملف:
تختلف القوانين المنظمة لملف الاحتكار والتخزين من دولة إلى أخرى، إلا أن معظمها تتفق على ضرورة تنظيم عمليات التخزين ومنع الاحتكار والتلاعب بالأسعار. وتتضمن العقوبات غرامات مالية وعقوبات جزائية قد تصل إلى السجن في بعض الدول.
التعامل السياسي والشعبوي مع هذا الملف:
تلجأ بعض الحكومات إلى استخدام ملف الاحتكار والتخزين اللوجستي كأداة سياسية أو لتحقيق مكاسب انتخابية لتوجيه الرأي العام. وفي بعض الأحيان، يتم توجيه الاتهامات لبعض الفئات بتخزين السلع بشكل متعمد بهدف خلق أزمات ورفع الأسعار.
المراقبة والتتبع لهذا الملف:
تقوم الجهات الرقابية بتتبع عمليات التخزين ومراقبة حركة السلع من خلال قواعد بيانات وأنظمة إلكترونية تساعد في رصد أي تجاوزات. كما تتمتع بعض الأجهزة بصلاحيات الدخول إلى المستودعات وتفتيشها للتأكد من عدم وجود ممارسات احتكارية.
أمثلة تاريخية وتحليلها:
* في دول العالم الثالث، وخاصة في أوقات الحروب والأزمات الاقتصادية، استغل بعض التجار الأوضاع لتخزين السلع الضرورية، مما أدى إلى أزمات خانقة مثل أزمة القمح في السودان في التسعينيات.
* في الأرجنتين خلال الأزمة الاقتصادية في أوائل الألفية، ظهرت عمليات احتكار للمواد الغذائية الأساسية مما دفع الحكومة للتدخل وتوزيع السلع بشكل مباشر.
