في إطار فعاليات أيام قرطاج المسرحية في دورتها الـ25، تم تنظيم ندوة فكرية بعنوان “المسرح والإبادة والمقاومة نحو أفق إنساني جديد” في فندق أفريكا. افتتحت الندوة بكلمة من مدير الدورة، السيد منير العرقي، الذي رحب بالحضور وقدم لمحة عن الموضوعات التي سيتم مناقشتها.
الجلسة الأولى: ترأسها السيد محمد المديوني، الذي أدار الحوار بشكل تسلسلي. بدأ السيد نوفل حنافي مداخلته بالحديث عن أهمية المسرح كأداة تعبيرية لمقاومة الدمار والإبادة. وشدد على ضرورة الابتعاد عن الجمالية المفرطة في العروض المسرحية التقليدية والتركيز على الجماليات الجديدة التي تعكس الواقع المرتبط بالمقاومة.
من ثم، تحدثت السيدة إيناس زرق عيونه عن الإبادة الجماعية في غزة، وكيف تعامل المسرح التونسي مع هذه القضية، موضحةً أهمية تفاعل المسرح مع قضايا إنسانية معاصرة.
أما السيدة نجوى قندقجي، فقد ركزت في مداخلتها على “الجسد المقاوم”، معتمدةً على ثنائيات فرويد، حيث أكدت على أهمية تجنب العادة في تصوير مشاهد الألم والدمار، وأن المسرح العربي مازال في إطار ثقافي ضيق بعيدًا عن التجارب المسرحية المبدعة.
الجلسة الثانية: ترأسها السيد كريم دركوب، وبدأت بمداخلة من السيد عبد الحليم المسعودي حول الرهانات الجمالية في مسرح الإبادة، متتبعًا تطور الفكرة من التراجيديا الإغريقية إلى مسرح الهولوكوست. وأكد على ضرورة إيجاد مصطلحات جديدة لوصف الإبادة في غزة، مشيرًا إلى أن كلمة “إبادة” لا تكفي لوصف ما يحدث.
ثم تحدثت السيدة أنديرا راضي عن المقاومة في مسرح أوغوستو بوال، موضحةً كيف يعبر المسرح عن الصراع الداخلي والتساؤلات، ويشكل فضاءً للتمرد على الظلامية. وأكدت أن المسرح يجب أن يعكس الواقع بشكل نقدي ويسهم في مقاومة الظلم.
اختتمت الندوة بمداخلة من السيد علي حبيب الفريوي حول مسرح القسوة عند أنتونين أرطو، داعيًا إلى ضرورة البحث عن بدائل مسرحية جديدة تبتعد عن الأنماط التقليدية، معتبرًا أن المسرح العربي يعاني من أزمة إبداعية كبيرة.
الختام: اختتمت الندوة بنقاشات حية بين الحضور والدكاترة، حيث تم تبادل الآراء حول الموضوعات المطروحة، وقد تميزت الندوة بنجاح كبير من حيث التنظيم والحضور المميز للضيوف والمتخصصين.
مشهد من الروبورتاج بالصورة و الكلمة : تحقيق شيماء اسماعيلي
بالمرصاد نيوز أضواء على أهم الأنباء
