مكتب صفاقس
بقلم الأستاذ جمال الشرفي
تقع منطقة سيدي عبيد في ولاية صفاقس، ضمن المنطقة الجنوبية الغربية، وتعتبر منطقة فلاحية بامتياز. قبل عام 2011، كانت هذه المنطقة تشهد ازدهاراً ملحوظاً في إنتاج الخضروات وتربية الماشية، وخاصة الأبقار الحلوب. كانت الزراعة مصدر رزق رئيسي لأهالي المنطقة، حيث كانت الأراضي الخصبة توفر الظروف المثلى لزراعة المحاصيل المتنوعة.
إلا أنه بعد عام 2011، شهدت المنطقة تحولات جذرية نتيجة انعدام المياه الصالحة للري. كان من المقرر أن توفر المياه المعالجة من الصرف الصحي عن طريق الديوان الوطني للتطهير، ولكن الظروف الاقتصادية والبيئية أدت إلى تراجع هذه الخدمة الحيوية. ونتيجة لذلك، تحولت منطقة سيدي عبيد من منطقة غنية بالموارد إلى منطقة قاحلة، حيث لم يعد هناك أثر يُذكر للمواشي أو الأبقار، كما تدهورت الإنتاجية الزراعية بشكل كبير.
تأثرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة بشكل عميق، مما أدى إلى تراجع في مستوى المعيشة وزيادة البطالة. وعلى الرغم من الجهود المحلية لاستعادة النشاط الزراعي، إلا أن التحديات البيئية والاجتماعية لا تزال قائمة، مما يستدعي تقديم حلول مبتكرة ومستدامة لإعادة إحياء منطقة سيدي عبيد وتحسين ظروف حياة سكانها.
إن معالجة هذه القضايا يتطلب تكاتف الجهود بين الحكومة، المنظمات غير الحكومية، والمجتمع المحلي للعمل على إيجاد حلول تهدف إلى إعادة تأهيل الأراضي الزراعية وتحسين نظام الري، بما يسهم في استعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية في سيدي عبيد.