بالمرصاد نيوز أضواء على أهم الأنباء
مقالات مشابهة
بقلم الصحفي عبد الرزاق مقطوف
السيد أحمد حشاني رئيس الحكومة التونسية
سيد احمد الحشاني لقد سبقتك امرأة لطيفة عملت في صمت وكانت “محراثة” واكتفت بالسمع والطاعة ونادرا ما شاهدناها تفتح فمها سوى تلك المرة التي ابتسمت فيها بعفوية لمسؤول صهيوني رفيع ’ ابتسامة جاءت بعفوية التونسي المسالم لكنها حملت وزرها. نريدك ’ سيد احمد رجلا يسمع ويستمع اليه ’ قادرا على معاتبة وزرائه الفاشلين ومن كبرت على حجمه المهمة ’ وزير النقل والرياضة مثالا او الوزراء التابعين للوبيات ومن لا يستمع لكل من يحمل مشروعا لدفع التنمية في هذه البلاد. نريدك ’ شهما قد استوعب ان مواطني بلده حرموا هم وصغارهم من اكل لحم الضأن ولم يعد الحليب ومشتقاته في متناولهم وصاروا ينظرون الى الدلاع في بلد الدلاع ب 1500 الكيلو فلا يقدرون عليه ولا على الغلة بكامل أنواعها واكتفى شعبها بالوقوف لساعات لشراء “باقات” من أتعس ما جاد بها الطبيعة فهي عنوان الامراض الخطيرة والمستعصية. نريدك ان تدرك ان الفقر قد عشش في البيوت وان الكثير من المتقاعدين او بعض العمال صاروا يمدون اليد في الطريق العام بحثا عن لقمة تسد الرمق.. اما عن حالة صحتهم فحدث ولا حرج ونظرة على الشارع تكشف ان اغلب كهولنا بلا اضراس وفرض عليهم دون قصد ان يا كلوا “الباقات” بعد ان حرموا من خبز الطابونة الذي تعودوا على مضغه. نريدك ’ان تكون حاملا لمشروع اقتصادي يلغي قوانين البايات البائدة ويعير الاهتمام للفلاح الذي بالكاد يبيع تمره ب 5000ويجده في السوق وعند المستهلك بخمس اضعاف ويفتح المجال امام المخ التونسي المبدع ليخترق أسواق ويفيد السوق الوطنية دون ضغط ديواني او أعباء مصرفية . نريدك ان تقاوم غطرسة هذه الإدارة المرتشية دون مؤاربة ولقد أصبح هذا خبزا يوميا للمواطن وهو مجبر على الدفع او الانسحاب. نريدك تن تتصدى لهذا القضاء المرتشي والمتلاعب بمصير البلد من خلال منظومة إعلامية مراقبة لا تظلم أحد وتمنع حجاب المحاكم من اتلاف الوثائق الاصلية المطلوبة فيضيع معها مستقبل الشاكي وهذا لن يحصل الا من خلال رقمنة تضع جميع المواطنين كأسنان المشط. قال له ماذا تريد أيها الاعمى ’أجاب نريدك ان تنظم التعليم الابتدائي وتخرجه من حلقة النظريات والعالم الافتراضي الى التطبيقي وان نلقن النشء قواعد احترام الطرقات كما يحدث في دولة اليابان’ لان أعوان الامن عندنا اعتقدوا ان لهم الأولوية في السير في الاتجاه المعاكس وحرق الأضواء مهما كان نوعها فخسرت السلطات اسطولها الناقل للأعوان وتابعوا حالات عربات وزارات السيادة لتشهدوا ان “البليك” لا يهمه كم يدفع لترميم ما حدث. نريدك ان تفتح بابك لأصحاب الأفكار والمشاريع البناءة وان تخلق طرقا مشروعة للأخذ بيدهم في بداية المشوار وان تمنع الاحتكار وتقاومه بدءا بالسطو على أفكارهم من قبل وكالة النهوض بالصناعة والفلاحة وان تلغي نظام الرخص وتفتح المنافسة الشريف من خلال كراريس الشروط مع ضرورة احترام فصولها. اتعلم سيدي وبآ مكانك ان تتحقق من ذلك ان عملية فحص فني لا تتم دون 50 دينار تحت الطاولة للعون المشرف على الفحص وان مثل هذه الرشاوي تتكلف في كوارث على الطريق كما ان الاعمال المسداة من الإدارات حتى وان كانت مدفوعة الثمن فقد تردت وباتت حسب المزاج وحيل الاعوان العاملين هناك للتحيل على المواطن. ولتعلم سيدي وهذا لا يشرفنا ان نقر به ان الفساد قد تغلب على الدولة “والي يسرق يغلب الي يحاحي” كما يقول المثل الشعبي عندنا. الفساد غول حرمنا من التنمية وان ابن النقابي وحده هو المحظوظ في الشغل مهما كان مستواه وان امر مقاومة هذ الافة يتطلب حزم وثبات وصمود وعدم المجاملة وقد نجحت دولة في حجم سويسرا في مقاومته لأنها اعتمدت على المواطن كمبلغ لحماية مكتسباته. يقولون ان الفساد يكلفنا 4 نقاط تنمية سنويا ’ فلماذا لا نحاربه بلا هوادة ورحلة الالف ميل تبدا بالخطوة الأولى ولقد وجهت قوات الامن الشريفة ضربات موجعة للصوص وحققت نجاحات مولت خزينة الدولة بالعملة الصعبة. سيد احمد شعبنا طيب ’ عانى من ثوار سرقوا ثورته ولصوصا رهنوا ثروته. لصوصا استنزفوا مدخراته برواتب عالية لم يراع مفعولها أحد. الحمل ثقيل ولكن نختم مرددين: السلطة مرض ومهلكة ومقام يستطاب المقام به ونتمنى ان لا يستهويكم الجلوس طويلا على كرسييها لأنه لو دامت لغيرك لما وصلت اليك ونتمنى ان لا تلعبوا معنا كشعب مسالم لعبة القط والفار بالتداول على السلطة على شاكلة ما جادت به قريحة الدب الروسي من تغيير لا يتعدى بوتين مدفيدف. لا نكذب عليك سيدي فنحن متسائلين ’لكن نقول لكم :اعملوا فساير الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
