أخبار عاجلة
الرئيسية / نجوم وفنون / أبطال الحرقة يحتفلون بنجاح عملهم الدرامي

أبطال الحرقة يحتفلون بنجاح عملهم الدرامي

 

من الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا لافتا في شهر رمضان الأخير كان من دون أدنى شك مسلسل الحرقة للمخرج لسعد الوسلاتي إنتاج مؤسسة DIGIPRO للمنتج رضا سلامة سيناريو وحوار عماد عبد الحكيم .وقد حقق المسلسل نسبة عالية من المتابعين وذلك لأهمية القصة التي طرحت قضايا شائكة مسّت بعمق مشاغل و مشاكل الشباب على اعتبار أن السيناريو كتب وفق التغييرات التي أصبح يعيشها شباب تونس خاصة بعد الثورة من صعوبات و معاناة و أزمات خانقة على جميع الأصعدة باتت تشغل باله في ظل تفاقم البطالة بالخصوص ولعل تفشي ظاهرة الهجرة الغير الشرعية أو بما يسمى بالحرقة في زوارق الموت هي التي حولت وجهة “الحراقة” نحو المخاطر إضافة إلى حالة اليأس التي باتت تسود كل التونسيين تقريبا . يحصل ذلك في ظل الغياب الكبير لفرص التشغيل مما أدّى الى ارتفاع نسبة البطالة بنسق رهيب، نجاح المسلسل الذي نتحدث عنه هو ليس الاول بالنسبة للمنتج رضا سلامة إذ سبق له أن انجز أعمال درامية اخرى نالت العديد من الجوائز كالشريط السنيمائي سامحني للمخرجة زوجته المرحومة نجوى سلامة التي كان لها الوقع الإيجابي على زوجها سي رضا لينضم بدوره إلى العمل الفني وثمة اصبح واحدا من صناع الدراما التونسية . في رصيد الحرقة أكثر من خمسين جائزة عدد منها نالها من تونس والأخرى من دول عربية شقيقة وفي هذا السياق نظمت مؤسسة DIGIPRO للإنتاج مؤخرا أمسية احتفالية بإحدى الفضاءات الجميلة بسكرة حضرها عدد من المدعوين و كامل فريق مسلسل الحرقة تم خلالها تكريم كل الذين شاركوا في هذا العمل من تقنيين و فنيين و مصورين و مجموعة من الممثلين كالممثل الأكثر عطاء للمسرح و التلفزة عبد اللطيف خير الدين والممثل مهذب الرميلي و رياض حمدي و الممثلة وجيهة الجندوبي وغيرهم من الذين برزوا في هذا العمل الدرامي . الحفل حضره أيضا المخرج لسعد الورتاني و صاحب السيناريو عماد عبد الحكيم و المنتج رضا سلامة الذي قام بتأثيث فقرات الحفل  بتكريم كامل فريق مسلسل الحرقة و استقبال الضيوف وقد أحيى الأمسية الفنان و مطرب الشباب سفيان صفطة بكوكتال من الأغاني التونسية و الغربية  .صحيفة ” بالمرصاد نيورز ” كانت حاضرة في هذه المناسبة لمزيد تسليط الضوء على المسلسل الحدث الحرقة إذ ورغم انشغالات” أهالي” الحفل إن صحّ التعبير  فقد استطاعت  أخذ بعض  الإنطباعات حول نجاح هذا العمل. البداية كانت مع المنتج السيد رضا سلامة : أقولها بكل تواضع و دون غرور أن العمل كان ناجحا على جميع المستويات و كان محل اهتمام كبير من قبل الصحافة الأجنبية و الوطنية التي نوّهت بالمسلسل على خلفية أن القصة تعد ظاهرة خطيرة أصبحت متفشية خاصة بعد الثورة وهي الحرقة أراد خلالها كاتب السيناريو تمرير رسالة جدية للحكومة للتدخل العاجل للحد من تداعيات الهجرة الغير الشرعية التي ذهبت بمائات من الشباب الذين لقوا حتفهم في البحرالمتوسط

و أعتبرأن الرسالة قد وصلت، فالدولة الان أصبحت مدعوة أكثر من أي وقت مضى لضبط الرؤى مع مكونات المجتمع المدني خاصة أن هناك فئة كبيرة من شباب تونس يحلم بحياة أفضل و العيش في رفاهة و رخاء حسب اعتقادهم طبعا لكن في الحقيقة الهجرة السرية أصبحت واقعا لا يمكن إنكاره وبين الواقع و الحلم هناك اختلاف واضح لأن الجميع يعلم أن الهجرة الغير النظامية تبقى دائما ظاهرة غير مؤمنة و محفوفة بالمخاطر وضحاياه تتزايد يوما بعد يوم ففي كل يوم نفاجئ بأخبار عن انتشال جثث بل ان سبعين بالمائة من المهاجرين حسب الأرقام يبتلعهم البحر و يكونوا طعما للأسماك ويؤكد سي رضا قوله أن هذه المخاطر التي تهدد أبناءنا ستجعلنا نتحرك بالسرعة المطلوبة للحد من ظاهرة الحرقة و ستكون لنا بالتنسيق مع المخرج و كاتب السيناريو لقاءات مع بعض الأطراف الفاعلة في البلاد و ممثلي عن المنظمة الدولية للهجرة و حتى مع بعض العائلات التي فقدت فلذات أكبدها في قوارب الموت لإيقاف هذا النزيف و إيجاد الحلول اللازمة لهذه الظاهرة خاصة و نحن نعلم جيدا أن الفقر  و البطالة و التهميش هي السبب الرئيسي في دفع شبابنا ” للحرقة .

المخرج لسعد الوسلاتي : هو نجاح فريق كامل و ليس نجاح لسعد الوسلاتي بمفرده الحمد الله نجاع المسلسل هو نجاح طاقم الفريق بأكمله شخصيا أنا فخور جدا بالنتيجة و الضجة التي أحدثها مسلسل الحرقة بعد أن أعددنا العمل مسّ عن قرب نوعية كبيرة من  الشباب في المقام الأول فهي من المواضيع المسكوت عنها خاصة على مستوى التطرق و كيفية طرح الموضوع . المهم بالنسبة لنا أن نكون قد وفقنا في تقديم عمل صادق وناجح و أعتقد أن الرسالة وصلت لكل التونسيين.و المعروف عن لسعد الوسلاتي أني أعمل في صمت بعيداعن الأضواء و سأبقى كذلك ولي أعمال اخرى على مدى القريب إنشاء الله . نجاح المسلسل و الردود فعل  و الإنطباعات الطيبة هي من الدوافع التي  قد تحملنا إلى إضافة جزء ثان من الحرقة أي الحرقة 2 و ذلك بنسبة 50   بالمائة و ليس مؤكد .و للتذكير ان إعداد هذا العمل كان على حقائق تابتة  سبقتها بحث مفصل حول الحرقة و أسبابها الإقتصادية و الإجتماعية كما كانت لنا اتصالات ببعض العائلات التي فقدت أبناءها و كانت لنا لقاءات في إيطاليا مع مختلف الاطراف المعنية بموضوع الهجرة السرية منها الحراقة على سبيل المثال . أطراف عديدة كانت وراء هذا العمل و هنا طبعا لا يجب أن ننسى جهود التلفزة الوطنية و مساهمتها الكبيرة في نجاح المسلسل و أيضا فضل كبير للفريق التقني و الفني و للمنتج السيد رضا سلامة الذين قاموا بعمل كبير ليحظى هذا المسلسل بهذه القيمة من النجاح و أتمنى أن يكون لنا في تونس منتجين مثل سي رضا .

كما كان لنا لقاء مع الممثل و أستاذ المسرح  السيد مهذب الرميلي الذي قال  : إن نجاح مسلسل الحرقة وسط الكم الكبير من الإنتاجات الدرامية الذي بثّت في شهر  رمضان المعظم الأخير في عدد من القنوات الخاصة أظن حسب رأي أن الأسباب بسيطة لأنه تم الإعتماد على توزيع المهام على كل فني و تقني وفق اختصاصه مع منح الفرصة و المدّة الزمنية الكافية لكتابة النص الذي استغرق الكثير من الوقت حيث قام الكاتب عماد الدين عبد الحكيم بعدة بحوث مطولة حول موضوع المسلسل الذي تطلب العديد من المعلومات استوجب الأمرليتنقل ” سي ” لسعد الوسلاتي إلى إيطليا و قام بلقاءات مباشرة مع ” الحراقة ” انطلاقتنا  بالأساس كانت من معطيات واقعية و حقيقية و تصوره لموضوع القصة كان واضحا ، ” الكاسينغ ” أيضا  أعتقد أنه كان موفّقا إلى حد كبير في جل الأدوار تقريبا. فموضوع الفيلم في حدّ ذاتو مسّ جلّ العائلات التونسية وخاصة منها الفئة الشبابية . فالقاسم المشترك الذي جمعنا  في هذا المسلسل هي المصداقية حيت تعاملنا معه كمشروع وطني و عاش كل واحد منا الشخصية التي تقمصها. و هنا لابد  أن أنوه مره أخرى بعمل التلفزة الوطنية مالكة حقوق بث المسلسل التي تركت لنا المجال الكامل للعمل دون التدخل في أي شيئ و لم يتم خذف أي لقطة أو أي مشهد من و هذا يعتبر كسب كبير لنا خاصة بعد الثورة حتى ينصرف كل واحد من موقعه للحد من هذه الماساة و القضاء على قوارب الموت.جريدة “بالمرصاد نيوز ” التي كانت حاضرة في الحفل كان لها لقاء مع  قيدوم الممثلين السيد عبد اللطيف خير الدين الذي تحدث عن مشاركته في المسلسل حيث قال : أقولها و دون غرور أن لي أكثر من نصف قرن كممثل محترف مررت بالفرق الجهوية سابقا وكنت من بين مؤسسي المسرح الوطني و فرقة قفصة و وفرقة القيروان و أيام قرطاج المسرحية و مجموعة العمل المسرحي و في رصيدي كم من مسرحية و مسلسل تلفزي و كم من منوعات و في الحقيقة مشاركتي في مسلسل الحرقة كان تتويجا لمسيرتي المهنية الثرية و كنت بعد هذا العمل  أفكر في الإعتزال لكن على إثر هذا النجاح الباهر للمسلسل و ما لامسته من حب و إعجاب كبير من الجمهور العريض و الواعي في دوري في المسلسل أقولها بكل تواضع و هي حقيقة فبالرغم أني معروف لدى عامة الناس و لديّ شهرة واسعة في في الشارع التونسي فإن الحفاوة و الردود فعل الإيجابية التي لقيتها من المواطنين في الشارع زاد في ترسيخ اسم  عبد اللطيف بن الحمروني في ذاكر تهم و هذا ما دفعني للتراجع عن قرار اعتزالي للتمثيل.

بدرالدين الجبنياني

تصوير رضا هميمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *