صحة عمومية. بمناسبة اليوم الدولي للممرضة : تساؤلات بلا إيجابات !…
Baha
مايو 13, 2025
صحة
379 زيارة


مكتب بنزرت

بقلم الإعلامي الحبيب العربي
بمناسبة اليوم الدولي للممرضة الذي كان الإحتفال به عالميا يوم أمس، 12 ماي، كما هي العادة في كل عام،
كا ن في حسباني أن اكتب مقالا ثان يلي مقال أمس عن مهنة التمريض في مؤسساتنا الصحية العمومية، مستشفيات بكل مستوياتها ومراكز صحة اساسية، لكنني تراجعت لأنني لم أجد من أستشهد برأيه من الاعوان شبه الطبيين المباشرين..
فقط هم الذين حاليا في وضعية المتقاعدين هم الذين قبلوا ان يتحدثوا فرفضت بدوري..
بالتأكيد أن المباشرين هم المعنيون أكثر بكل ما يتعلّق بوظيفتهم في كل مركز وخطة..
المباشرون هم المعنيون أوّلا بطرح مشاكل عملهم وصعوبات قيامهم بالمطلوب منهم..
المباشرون الآن هم المفروض اول من يتكلّمون عن وضعيتهم وواقعهم..
المباشرون هم الذين إذا نتحدث إليهم دون أضواء وبلا ميكروفون تسجيل هم من يقولون لنا ان معاناتهم في عملهم كبيرة..
وان المطلوب منهم القيام به في عملهم اليومي أكثر مما يحميهم فيه القانون..
بل إنهم، حين نسألهم عن دورهم في إسداء الخدمة الإنسانية داخل مركز عملهم، كثيرا ما يحوّلون الحديث عن الجانب المادي والمقابل المالي الذي يحصلون عليه كمرتب في أعقاب كل شهر قائلين أن الراتب دون ما يجب أن يكون حسب تقديرهم هم بطبيعة الحال..
وفي تركيزهم في الحديث على الجانب المادي، ينسَون علاقتهم فيما بينهم كيف هي بدليل أنهم في نفس المؤسسة لا يقبل احد تعويض آخر عند الإقتضاء..
وفي بعض الأحيان يصل الأمر بينهم حد التصادم والتشاجر دون أن يتوصل الناظر المباشر لفض النزاع، مما يجعل الإدارة تتدخّل..
واحيانا، حتى تدخّل الإدارة لا يرفع الكلفة بين المختلفين الذين يكون كل طرف منهم مستقوٍ إما بالإدارة أو بالنقابة المهنية..
وكم هي المواقف النقابية تعقدت أكثر من يوم ان ظهر على الساحة االتعدد النقابي..
هم ينسَون ايضا علاقتهم بأنواع الأسلاك الأخرى التي فيها اختصاصات كثيرا ما نجد الممرضة تقوم بها وهي ليست من مشمولات عملها اصلا..
وكم هي عديدة استعمالات الممرضة فيما ليس من مهامها، مثل حفظ نظافة مكانها والمريض وقيامها ببعض أعمال طبية أو شبه طبية لم تنص التشريعات على واحب القبول بها..
الممرضة التي أردنا الاستشهاد بأقوالها، كنا نريد أن نطرح عليها أمر علاقتها غير المستوية دائما مع الإطار الطبي عامة..
وددنا سؤالها عن أمر التهمة التي صارت تُنسَب إليها كثيرا من طرف العموم من حيث تشنّجها في تعاملها مع المرضى ومع مرافقيهم والحال أنها مجبَلة على سعة البال والأخذ بالخاطر كما أنها مطالبة بمراعاة الحالة النفسانية أكثر ما يمكن للمريض ولمن معه من مرافقين..
وإن صادف أن تعدّى المريض أو مرافقه حدوده معها، وجب عليها رفع الأمر فورا للإدارة الممثلة في شخص الناظر المباشر، وإن هو لا يسترد لها حقها، بإمكانها أن تتظلّم لدى المدير مباشرة..
ايضا، وددنا التحدث المباشر للممرضة العاملة الآن لأطرح عليها ما يقوله البعض من عامة الناس عنها من أنها تعمد أحيانا إلى قبول الهدايا أو العطايا للعناية أكثر بمريض أو لتقديم مريض على آخر عند القيام بحركات العلاج أو عند إسداء الدواء..
ولو أنني اعرف ان كل إطارات الصحة يعلمون جميعا انه ممنوع عليهم بتاتا تقبّل العطايا أو الهدايا من أي كان ومهما كانت الأسباب والظروف..
امر آخر كنا نريد الخوض فيه قليلا مع الممرضة المباشرة هو ادعاء بعض المرضى وأقاربهم كونها تعمد إلى توجيههم لعيادات القطاع الخاص والحال أن القانون يمنع ذلك، إلا في حالات تكون فيها الإدارة هي الفاعلة..
والتوجيه المتحدّث عنه ليس للعيادة الطبية في الخاص فقط، ولكن أيضا للمخابر الخاصة ومراكز التصوير وما إلى ذلك..
كل هذا، سمعنا بعض الناس يدّعونه ضد الممرّضة في المستشفى وفي مركز الصحة الأساسية ايضا.. لكننا لم نقف يوما على حالة من النوع من المخالفات المذكورة حين أدرنا مؤسسات بعينها..
لكن يبقى الكلام يقال دائما.. وتبقى التهمة موجهة لكل ممرضة ومن خلالها لكل عون عامل في القطاعي العمومي بالصحة…
كما تلاحظون لم أذكر بالتسمية إلاّ الممرضة، لأن الإحتفال الدولي كان يوم امس تحت اسم اليوم الدولي للممرضة..
وفي بلادنا، كما في العديد من بلاد العالم، صارت عبارة ممرضة تشمل كل العاملين معها إناثا وذكورا باختلاف مهامهم في مراكز عملهم حيث افردت وزارة الصحة العمومية مهام كل صنف من الأعوان شبه الطبيين بمهام خاصة وفق المستوى التعليمي للاعوان المنتمين له وحسب نوعية ومستوى التكوين الذي تلقاه كل صنف، من ذلك أن سلك شبه الطبيين يبدأ من أدنى مستوى الذي يهم شعب المساعدين، les auxiliaires de santé، وينتهي بالفنيين السّامين les techniciens supérieurs de santé.
فهل من تفاعلات تفيد متابعينا أكثر في هذا الغرض ؟.