ظروف قاسية بمركز برج الوزير الزهراء في ظل تواصل العطب الحاصل للمكيفات ومسؤولة تواصل استغلال السيارة الإدارية دون وجه حق
Baha
3 أسابيع مضت
صحة
288 زيارة

مكتب بن عروس

متابعة الصحفي بدر الدين الجبنياني
ولا يمكن الحديث عن تردّي أوضاع مراكز الصحة دون التطرق إلى مظاهر الفساد والتسيب التي طالت إدارة مجمع الصحة الأساسية ببن عروس. فقد انطلقت التجاوزات في الصفقات العمومية والشراءات خلال فترة ما قبل تولّي الرئيس قيس سعيّد الحكم، وتحديدًا إبان فترة الترويكا وما تلاها من حكومات، حيث سُجّلت إخلالات جسيمة في التصرف الإداري والمالي، ما تزال وثائقها محفوظة لدى بعض الأطراف المعنية إلى اليوم.
لكن الأخطر أن بعض الممارسات غير القانونية ما زالت متواصلة إلى الآن، رغم كل شعارات الإصلاح. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، استغلال موظفة مكلفة بالموارد البشرية لسيارة إدارية بصفة شخصية، وذلك بموجب ترخيص يعود إلى فترة رئاسة الحكومة في عهد يوسف الشاهد، دون أن تتوفر لديها الصفة القانونية أو الوظيفية التي تخوّل لها هذا الامتياز. وتستعمل هذه الموظفة السيارة يوميًا للتنقل من وإلى مقر العمل، دون رقيب أو محاسبة، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى حول جدية الرقابة الإدارية داخل المجمع و سلطة الإشراف .
ويضاف إلى هذا الوضع استمرار النقص الحاد في الأدوية، خصوصًا الأدوية المزمنة، إلى جانب الأعطاب التي طالت تجهيزات أساسية كمكيفات الهواء، مثلما هو الحال في مركز الصحة الأساسية ببرج الوزير – الزهراء، حيث اضطر الأطباء إلى العمل في ظروف حرارية صعبة في الصائفة الماضية، دون تدخل فعّال من الجهات المسؤولة في ظل تواصل العطب بالمكيفات و الحرارة على الأبواب.
إن تواصل هذه التجاوزات، رغم تعاقب الحكومات، يعكس خللاً عميقًا في منظومة المتابعة والمساءلة، ويضع وزارة الصحة والسلطات الرقابية أمام مسؤولية تاريخية لإعادة هيكلة الإدارة وإبعاد العناصر التي ثبت تورطها أو تقاعسها، وذلك في انسجام مع التوجهات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيّد لمكافحة الفساد وسوء التصرف في المرفق العمومي.