إعلام الفقاقيع وأبواق الدعاية، من المسؤول عن غياب المصداقية؟
Baha
يناير 23, 2025
جهات و حوادث مرور
146 زيارة
مكتب صفاقس

بقلم الاستاذ جمال الشرفي
في ظل غياب الإعلام الرسمي الموجه والمُحترف، يطفو على السطح ما يُعرف بـ”إعلام الفقاقيع”، الذي يعتمد على تضخيم الأحداث وبث الإشاعات وتوجيه الرأي العام دون أسس مهنية أو التزام بمعايير الصحافة الأخلاقية. يُضاف إلى ذلك أبواق الدعاية التي تخدم أجندات ضيقة، سواء حزبية أو تجارية أو حتى شخصية، مما يؤدي إلى تشويه الحقائق وإثارة الانقسامات الاجتماعية.
لصالح من؟
يعمل إعلام الفقاقيع وأبواق الدعاية غالبًا لصالح قوى تسعى للهيمنة على الفضاء العام والتأثير على الرأي العام بطريقة سريعة وغير مكلفة. قد تكون هذه القوى كيانات سياسية تبحث عن دعم شعبي، شركات تجارية تسعى لترويج منتجاتها، أو حتى أفراد يسعون لبناء نفوذ اجتماعي أو تحقيق مكاسب شخصية.
لماذا تسمح الحكومة بوجود هذا النوع من الإعلام؟
قد يكون سماح الحكومة بوجود إعلام الفقاقيع نابعًا من عدة أسباب، منها:
1. ضعف الرقابة الإعلامية: قد يكون ذلك نتيجة قصور في وضع قوانين واضحة تحكم المجال الإعلامي.
2. التوظيف السياسي: ربما تُفضل بعض الحكومات استخدام إعلام الفقاقيع كوسيلة غير مباشرة للتأثير على الجمهور وتوجيهه بعيدًا عن قضايا حساسة أو لصرف الأنظار عن إخفاقات معينة.
3. تقاعس الإعلام الرسمي: في حال عجز الإعلام الرسمي عن مواكبة احتياجات الجمهور، يُفسح المجال لبروز بدائل ضعيفة المصداقية.
4. الحريات الإعلامية غير المُنظمة: قد تكون البيئة الإعلامية مفتوحة ولكن بدون ضوابط مهنية كافية، مما يسمح بنمو هذا النوع من الإعلام.
التحليل:
تجاهل الحكومة للإعلام الرسمي القوي يجعل الساحة فارغة أمام إعلام الدعاية، مما يهدد استقرار المجتمعات ويؤدي إلى نشر معلومات غير دقيقة. الحل يكمن في إعادة تأهيل الإعلام الرسمي ليكون منصة موثوقة ومهنية، مع فرض قوانين صارمة على المنصات الدعائية التي تفتقد إلى المعايير الصحفية.